في كل صباح تقوم بشرى المرزوق (35 عاما) بطحن الدقيق والحبوب عبر «الرحى» والذي تعلمته من والدتها، وما زالت تستعمل الرحى وتحافظ عليها، قائلة: الرحى من الآلات التقليدية التي كانت العائلات الاحسائية تستعملها سابقا في طحن الحبوب والى اليوم لا تزال متواجدة في منزلي. وعن طريقة استخدامها قالت المرزوق: تعتمد الرحى بالدرجة الأولى على القوة البدنية لدى المرأة، التي تبدأ بتدوير الجزء العلوي منها، وهي حاجة مجتمعية عكست فطنة وهندسة فكرية، فبعيدا عن النظريات الفيزيائية والعمليات الحسابية، تمكن الناس بتأثير الحاجة من ابتكار هذه الآلة التي تستخدم وفق منظومة سهلة. وتعد «الرحى» من أساسيات البيوت القديمة، وفي حال تعذر امتلاكها، كانت تستعيرها النساء من الجيران أو يستخدمنها في بيوت الجارات خلال التجمعات الصباحية التي يحرصن عليها كتقليد يومي سابقا. وتتكون الرحى من حجرين دائريين أملسين، يوضعان فوق بعضهما بصورة متطابقة يكون الجزء العلوي أكبر من السفلي قليلا، وفي وسطهما فتحة صغيرة لإدخال الحبوب منها، ومن هذه الفتحة يخرج عمود خشبي صغير يحفظ عملية توازن الآلة عند الدوران، كما يوجد في الحجر العلوي مقبض خشبي للإمساك به وتدويره أثناء عملية الطحن.