تعد «الرحى» الآلة البدائية الوحيدة المستخدمة قديماً لطحن الحبوب، من حنطة «الدقيق»، و«اللقيمي» وهو الهريس، وكانت تستخدم حتى وقت قريب قبل حوالي ستين عاما، و يذكر التسعيني عيادة عبدالله، أن صناعة الرحى تتم على أيدي مختصين، وهي عبارة عن حجرين مستديرين يبلغ قطر الواحد منهما 50 سم تقريباً. ويختلف حجم «الرحى» بحسب رغبة طالبها، ووفق أغراض استعمالها، و يوضع الحجران فوق بعضهما، ويجعل صانعها ثقبا في منتصفها السفلي، ويكون غير نافذ، حتى يركب به قطب خشبي مستدير، يسمى «قلب الرحى»، في حين يعمل ثقبا آخر نافذا في منتصف الرحى العلوي، ويجعله واسعا قليلا بحيث يسمح للقطب الخشبي «القلب» المركب في الرحى السفلي بالدخول من خلاله، حتى تدور العجلة العلوية من حوله، كما يعمل فتحة أخرى صغيرة على طرف الرحى العلوية تكون غير نافذة ويركب فيها عود خشبي مستدير، و تسمى «مقبض الرحى»، وبهذا تكتمل صناعة الرحى. وأضاف عيادة «يوضع للرحى فراش خاص كان يسمى «الردى»، ثم يضع الطحان الحب في الفتحة، حول القلب أو القطب الخشبي الموجود في المنتصف، وهكذا ينساب الحب بين الحجرين بحيث يمسك الطحان «يد الرحى»، ويدير «حجر الرحى العلوي» على السفلية، وهكذا تطحن الحبوب، وتحوله إلى دقيق غير ناعم»، و يؤكد عيادة أن «الرحى» جزء مهم من التراث، إن لهذه الآلة البدائية فائدة كبيرة عند الأولين سواء كانوا حضراً أم بدوا، وليس لهم غنى عنها أبدا وهي من التراث المحترم حقيقة والواجب التعرف عليها لاتصالها بالإنسان قديما.