الرحى أداة من الأدوات التي استخدمها الإنسان في حياته قديماً، يصنفها البعض من ضمن أدوات الطهي والأكل والشرب بينما البعض الآخر يعتبرها من الأدوات الزراعية.. ولعلنا في بداية هذا الوصف أن نوضح أجزاء وتركيبة الرحى والتي تعتبر أجزاء ثابتة؛ إلا أن هناك بعض المتغيرات التي تتغير من صانع لآخر كنوع الحجر ولونه وحجمه. أجزاء الرحى الأساسية: تتكون من خرزتان مستديرتان من الحجر الخشن الثقيل والذي يكون غالباً من حجر البازلت - صخور بركانية سطحية ناتجة عن تجمد الحمم البركانية المتصاعدة من باطن الأرض- يختلف طول قطرهما من يد صانع لأخرى، ولكن غالباً ما يكون بين 100-50 سم، وإحدى هاتين الخرزتين تكون ثابتة وهي الخرزة السفلية يثبت في محورها ما يسمى بالقطب، والذي كان في بدايات صنع الرحى من الخشب وجريد النخل ثم أصبح يستبدل بعصا من المعدن الصلب، أما بالنسبة للخرزة العلوية فهي تأخذ نفس حجم وشكل السفلية إلاّ انه يتم ثقبها بفتحة نافذة في المحور ليسمح بمرور قطب الرحى وتطابق الخرزة السفلية الثابتة مع العلوية المُتحرِكة بشكل دائري عن طريق مقبض خشبي يتم تثبيته في طرفها ويسمى اليد.. كان يستخدم الرحى في طحن الحبوب بجميع أنواعها وتحويلها إلى دقيق، وذلك بسحقها جيداً أو جرشها حسب الحاجة، ونظراً لاعتماد الإنسان قديما في مأكله على ما تنتجه الأرض من قمح وشعير ودخن وغيره من أنواع الحبوب، فقد كان لهذه الأداة أهمية بالغة في حياة الإنسان، إلا أنه في بداية النصف الثاني من القرن الماضي وبسبب التكنولوجيا الحديثة بدأ الاستغناء عنها واستخدام الطواحين الكهربائية لسد الحاجة. كانت المرأة تعاني بعض المشقة وتبذل الكثير من الجهد في طحن وجرش الحبوب لتحضير الطعام وبالرغم من ذلك إلا أنها كانت تسلي نفسها ببعض الأهازيج التي تمتزج عذوبة كلماتها بصوت الرحى، حيث كانت تلك الأهازيج وسيلة عن التعبير عن مشاغلها ومشاعرها وتحمل الكثير من قيم وتقاليد مجتمعها.. والجدير بالذكر انه عثر على كثير من قطع الرحى في مواقع أثرية متفرقة من المملكة العربية السعودية، وبمختلف الأحجام إلاّ أن هناك بعض الرْحِيّ الكبيرة الحجم كانت في مواقع أشبه ما تكون بأسواق في بعض المواقع الأثرية مما يدلّ على أن أداة الرَحَى قد تجاوزت كونها للاستخدام الفردي إلى وسيلة تجارية وذلك من خلال إنشاء المطاحن وصنع الرحى بتلك الأحجام الكبيرة.