تعود الكثيرون منا على قضاء أيام الإجازة في السفر، سواء كانت إجازة الصيف أو الربيع أو المناسبات الدينية والوطنية، فالسياحة فرصة مناسبة للخروج من رتابة الأيام العادية، وفيها الكثير من الترويح عن النفس والتخلص من أعباء الحياة الروتينية المملة، هكذا يفلسف البعض معنى السياحة التي لا تطيب لهم إلا بالسفر، حتى أن بعض الناس تعودوا على الاقتراض من أجل السفر، لكن ليس كل الناس يمكن أن يتوفر لهم المال الذي يتيح لهم السفر إلى أي مكان يريدون، والحديث هنا لمن أدمنوا على السفر، وهذه مشكلة، والمشكلة التي لا تقل عن هذا الإدمان خطورة هي الانفلات غير الطبيعي في المصروفات، بسبب عدم التخطيط للسفر، وهذا التخطيط يعني الاستفادة من الوقت المحدد للسفر، وبميزانية محددة مسبقا، ونحن نرى السائح الأجنبي عندما ينوي السفر من أجل السياحة يخطط لسفره من خلال نظرة اقتصادية، للتوفير قدر المستطاع، مع استغلال الوقت في التعرف على الأماكن السياحية في البلد التي يصل إليها، والالتزام الدقيق بالميزانية المخصصة لرحلته. أما المسافر الخليجي فإن هذه الأمور قلما تعنيه، فالميزانية مفتوحة، والمدة قد تُمدد، وبعضهم من المطار إلى الفندق، ومن الفندق إلى المطار، وفي بلادنا رغم المهرجانات التي تقيمها هيئة السياحة والتراث الوطني في المدن الرئيسة، ورغم جهود هيئة الترفيه في إقامة الحفلات الغنائية والمسرحية، ورغم محاولات أمانات المناطق في دعم مهرجانات التسوق، لا تزال العقبات تتمثل في ارتفاع أسعار الشقق والفنادق في مثل هذه المواسم، إضافة إلى ارتفاع أسعار تذاكر الحفلات الغنائية المسرحية التي تقيمها هيئة الترفيه، وغياب الوعي بأهمية الاستثمار السياحي لدى بعض الجهات المعنية بالسياحة، وكل ذلك يضيف على كاهل الموطن أعباء مادية ربما لا يكون قادرًا على الوفاء بها، مع أن فعاليات الترفيه إذا كانت المشرفة عليها جهة حكومية، يفترض أن تقدم للمواطن مجانا، فنحن على سبيل المثال نتفهم أسباب ارتفاع أسعار تذاكر الدخول للمدن الترفيهية التجارية، لكننا لا نفهم أسباب ارتفاع أسعار حفلات الغناء أو الحفلات المسرحية التي تقيمها هيئة الترفيه، والمفروض أن تكون حفلاتها مجانية، او بأسعار رمزية بسيطة جداً، وها هي المهرجانات الشعبية التي تنظمها هيئة السياحة والتراث الوطني.. مجانية، يمكن ان يستمتع بها المواطنون والوافدون. المهم أن السياحة سواء أكانت داخلية أو خارجية، لا بد أن يصحبها تخطيط دقيق يتضمن ميزانية محددة، وبرنامج محدد، في زمن محدد، وبذلك يمكن أن يستفيد المواطن وبأقل التكاليف، كما أنه خطوة للتعود على ترك السلوك الاستهلاكي في الحياة العامة، وترشيد الإنفاق في هذه الظروف الاقتصادية التي لا يعلم إلا الله إلى أين وفي أي اتجاه تسير. وبذلك يمكن استغلال الإجازة وبشكل مثالي.