الشّعِر الموازي كغيره من الآداب الإنسانية المختلفة، لابد أن يخضع لمعايير المراجعة من حيث التقويم والتقييم بحثاً عن الارتقاء والتطوير. وعند مناقشة أدوات تقييم وتقويم الشّعر الموازي نجدها غالباً تتمحور في أيادي عنصرين بشريين هما «النقاد والمحكمون» اللذين كان لهما الدور الأكبر والأثر الأعمق بالذات في الآونة الاخيرة في توجيه دفة هذا اللون الأدبي الموازي، والذي اتسعت رقعة متابعيه ومتذوقيه. وَمِمَّا يؤسف له اختلاط الأدوار لديهما وضبابية المفاهيم لدى جماهيرالشّعِر الموازي حولهما، وهنا ينخفض منسوب المصداقية ودونية النتاج الادبي والذي ينعكس بدوره على تردّي الذائقة الشعرية، وبالتالي انحسار الاهتمام لاحقاً بهذا الفن الأصيل وعدم الاعتماد على مخرجاته السابقة واللاحقة! مع العلم بأن المُحكّم لا تتجاوز مهامه التقدير التقييمي للأداء والحضور والهيكلية العامة للنص الشعري، ودور المحكّم يبرز في المسابقات الشعرية أكثر وتقييم الإصدارات الشعرية كالدواوين، بينما الناقد أكثر مهامّ وأعمق دوراً وأوسع صلاحيةً، ويُعتمد عليه في القراءات الموسّعة للنصوص من حيث المضامين والإبداعات والصياغات والأساليب، كما أن التقييم أداة من أدوات الناقد ومدخل لبحثه البنائي والفني في القصيدة الشعرية، والتوجيه الجزئي والكلي سواءً أثناء التعزيز أو الاطفاء أداة نقدية نفسية وتقنية يهتم بها الناقد المتمكن. ومن ذلك نجد أن الناقد أشمل مفهوما من المحكّم.. فالنقاد محكِّمون! شيء من الشّعِر.. تأكلني الونات ويقال صبرك يا مخبل اللي يحسب الناس للناس الناس يا ابن الناس ماهيب خبرك يرقد خليّ ويسهر الليل منحاس