صدر مؤخّرًا للناقد الأستاذ الدكتور عبدالله بن أحمد الفَيفي كتاب بعنوان "شِعر النقّاد (استقراءٌ وصفيٌّ للنموذج)"، عن (عالم الكتب الحديث)، في الأردن. . وجاء في تعريف الكتاب أنه يمثّل دراسة علميّة محَكّمة، هدفها استخلاص الأنماط البنائيّة التي يتكشّف عنها شِعر النقّاد، والخصائص الفنيّة التي يتميّز بها، بوصفه شِعر فئةٍ ذات نسقٍ واحدٍ من الثقافة والممارسة، لصيقة بالنظريّة الأدبيّة. ذلك أن (الشِّعريّة) لم تطمح بعد- كما يقول (تودوروف)- إلى فتح قمقم الجماليّة. صحيحٌ أن الحُكم التقييميّ الجماليّ مرتبط ببنية العمل، إلاّ أنه ليس بالعامل الوحيد؛ فهناك القارئ الذي يكوّن والعمل وحدةً ديناميكيّة، لم تُستنطق بعد. بيد أن القُرّاء لن يختلفوا بحالٍ من الأحوال على أن مصير الشِّعريّة يتحدّد عِلميًّا بقياس معدّل الانزياح عن اللغة الاعتياديّة. وفي هذه الدراسة ما يقف بالقارئ على نموذج خاصٍّ من الشِّعر، متمثِّلاً في "شِعر النقّاد"، جديرًا بالإفراد والفرز، وبالتأمّل في دلالاته الشِّعريّة والنقديّة معًا. أمّا النقّاد الذين طُبِّقت الدراسة عليهم، فقد روعي في عيّنتهم أن يكون كلٌّ منهم ذا نتاجٍ نقديٍّ فاعل، بحيث يُصَنَّف ناقدًا بالدرجة الأولى، ثم يكون له في المقابل ديوانٌ شِعريٌّ وافرٌ معروف. وأبرزهم في تاريخ النقد العربي- كما أورد الكتاب- ثلاثة: (ابن رشيق القيرواني، -463ه= 1071م)، و(حازم القرطاجني، -684ه= 1285م)، و(عباس محمود العقّاد، -1383ه= 1964م).