أكد مدير الجامعة الإسلامية الدكتور محمد بن علي العقلا أن ذكرى اليوم الوطني تجسد تاريخا لا ينسى ملؤه البناء والوفاء والتنمية والعيش الكريم والرخاء لجميع المواطنين في شتى المجالات، وعلى كافة الأصعدة سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً. وقال: اليوم الوطني للمملكة هو ذكرى طيبة راسخة الجذور في قلوب وعقول مواطني هذه البلاد الغالية حين أنعم الله تعالى على جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله ببناء هذه البلاد الطاهرة على منهج أساسه كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم, فذكرى هذا اليوم الخالد تجسد تاريخاً وطنياً لن تنساه الأجيال القادمة فقد تم فيه أهم وحدة وطنية في تاريخ العالم العربي والإسلامي، بعد أن كان مجتمع الجزيرة العربية جماعات متناحرة متباعدة فمن الله تعالى على الملك عبدالعزيز رحمه الله بتوحيد كافة أجزاء هذه الأرض الطيبة تحت لواء الدولة الواحدة تحت مسمى المملكة العربية السعودية. وأضاف: كان الحرمان الشريفان وخدمة حجاج بيت الله الحرام محط اهتمام الملك المؤسس رحمه الله منذ أن استلم زمام حكم البلاد، أما على المستوى الوطني فقد توالت المنجزات الحضارية منذ اللحظة الأولى التي بدئ فيها باستخراج النفط من (بئر الخير) ليكون رافداً اقتصادياً مهماً في التنمية من أجل أمن ورخاء واستقرار أبناء هذا البلد، فقد حرص رحمه الله على توطين السكان وتعليم أبنائهم تزامناً مع بناء مؤسسات الدولة وتأمين بنية تحتية لها، فتواصلت مسيرة الخير والنماء في عهد أبنائه الملوك البررة من بعده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد، والملك فهد رحمهم الله جميعاً، وتواصلت مسيرة العطاء والنماء واثقة متسارعة وكبيرة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه مجسدة كل معاني البناء والوفاء والتنمية والبحث عن العيش الكريم والرخاء لجميع المواطنين في شتى المجالات، وعلى كافة الأصعدة سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً. وقال العقلا: ففي عهده حفظه الله شهدت المملكة نهضة تنموية جديدة يقودها اقتصاد متين واستقرار سياسي عميق وطموح اجتماعي بعيد، فتوالت المشاريع العملاقة تباعاً ومنها افتتاح عدة مدن اقتصادية في مختلف المناطق، وافتتاح العديد من المشاريع التعليمية والعلمية المتمثلة في تطوير الجامعات وافتتاح الجامعات الجديدة حتى تجاوز عددها أكثر من ثلاثين جامعة حكومية وخاصة. وأضاف: إدراكاً منه حفظه الله لأهمية العلم في تطور الشعوب أصبح الاستثمار المستقبلي في أبناء هذا الوطن حاضراً في مجال التعليم والتقنية من خلال افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، والجامعة السعودية الإلكترونية ومدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، وما زال تحقيق العطاء المعرفي مستمراً في أكثر من جانب ومن ذلك برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي الذي يهدف إلى إفادة أبناء الوطن من تجارب الدول المتقدمة في المعارف والعلوم، ومن الجوانب المشرقة في عطاء خادم الحرمين وحكومته الرشيدة امتداده في أرجاء العالم العربي والإسلامي برعاية ضيوف الرحمن وتقديم سبل الراحة لهم، وكذلك دعم القضايا العربية والإسلامية وتقديم المعونات والمساعدات والمنح، وتعتبر الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة أنموذجاً واقعاً على ما قدمته وتقدمه المملكة العربية السعودية للمسلمين في العالم، منذ تأسيس هذه الجامعة العريقة قبل أكثر من نصف قرن لتكون منارة علمية إسلامية رائدة في العلوم الشرعية والعربية وغيرها، ولم يألُ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله جهداً في دعمها وتطويرها، ومن ذلك موافقته السامية على إنشاء عدد من الكليات والأقسام العلمية فيها، منها: كلية الطب، كلية الحاسب الآلي ونظم المعلومات، كلية الهندسة، كلية العلوم، كلية الصيدلة وكلية العلوم التطبيقية الطبية، وقسم الاقتصاد الإسلامي، وقسم الأنظمة، وقسم الإعلام، بالإضافة إلى معهد البحوث والدراسات الاستشارية وعدد من الكراسي العلمية. وتابع: أما على المستوى الإقليمي والعربي والدولي فقد شهد العالم كله مواقف المملكة الثابتة والعادلة في مختلف القضايا التي تنطلق من مبادئ الإسلام ومنهجه الوسطي بما فيه من رحمة وإنسانية، فهذا خادم الحرمين الشريفين -سلمه الله- يرسي دعائم الحوار محلياً ودولياً منطلقاً من تعاليم ديننا الحنيف عبر مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، ومركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وهذه توجيهاته ودعمه رعاه الله تنقل المساعدات الإنسانية السعودية لمختلف الشعوب. حقيقة منجزات الوطن أكثر وأكبر من أن تعدّ أو تحصى؛ ولكن يلوح بعضها في الذاكرة في ذكرى يومنا الوطني. وفي ختام تصريحه رفع الدكتور العقلا باسمه ونيابة عن جميع زملائه منسوبي الجامعة الإسلامية أسمى عبارات التبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين، والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي النبيل، مجددا البيعة والولاء سائلا الله تعالى أن يديم على وطننا الغالي نعمة الأمن والإيمان.