تغيب سوريا تماما، بمختلف فرقائها السياسيين، عن فعاليات القمة العربية المزمعة في الأردن، فيما يستعد قادة الأمة لاتخاذ قرارات رادعة بشأن التدخل الإيراني في الشؤون العربية. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية د. احمد أبو الغيط، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي: إن «القمة العربية، المزمعة في 29 مارس الجاري، ستتخذ سلسلة من القرارات حول التدخلات الإيرانية في المنطقة». وبين أبو الغيط، خلال المؤتمر الذي حضرته «اليوم»، أن «إعلانا هاما سيصدر عن القمة العربية بشأن إيران، سيكون له تأثير على المستقبل». ورفض أبو الغيط التعليق على سؤال ل«اليوم» بشأن مضمون ذلك «الإعلان الهام»، مكتفيا بالقول: إنه «يتعلق بالتدخلات الإيرانية في المنطقة، وبمسألة الجزر الإماراتية التي تحتلها إيران، والموقف العربي الموحد حيالها». وأشار أمين الجامعة إلى تسليمه تقريرا مفصلا عن الاستعدادات ل«القمة العربية» إلى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الذي تستضيف بلاده أعمال القمة في دورتها الثامنة والعشرين. واعترف أبو الغيط بأن القمة العربية «تعقد في خضم مأساة يتعرض لها الكثير من الدول العربية». واعتبر أبو الغيط أن «القمة ستكون فرصة للقاءات ثنائية وثلاثية غايتها لم الشمل العربي، وتسوية أية مفاهيم خاطئة هنا أو هناك». وحيال شائعات بشأن المشاركة السورية في القمة، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي التزام بلاده، بوصفها دولة مضيفة للقمة العربية، بقرارات الجامعة العربية حيال عدم دعوة سوريا. وقال الوزير الصفدي، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع د. أبو الغيط: إننا «كدولة مضيفة نلتزم بقرارات الجامعة العربية، وبالتالي لن يكون هناك دعوة لسوريا لحضور القمة». واعتبر الصفدي أن «سوريا جزء من الأمة العربية الواحدة، والقادة العرب حريصون على أمنها واستقرارها وسلامة أراضيها». ويأتي حديث الصفدي متزامنا مع تأكيد مصدر دبلوماسي رفيع، على صلة بترتيبات القمة، غياب سوريا، بمختلف فرقائها السياسيين، عن القمة العربية. وقال المصدر الدبلوماسي، في حديث ل«اليوم» من العاصمة الأردنية: إن «أيا من الأطراف السورية لن يحضر فعاليات القمة العربية في 29 مارس الحالي»، قاصدا غياب ممثلي المعارضة والنظام. وأكد المصدر أن «مقعد سوريا وعلما سيكونان موجودين على طاولة القمة، بيد أن قرار تعليق عضويتها يحول دون حضور ممثلي النظام السوري». ونفى المصدر أن يكون لحضور العلم السوري الرسمي، الذي يستخدمه نظام الأسد، أية دلالات سياسية، وقال: «لا يوجد أية دلالات سياسية للعلم، باستثناء انه لا يزال العلم المعتمد لدى مؤسسة جامعة الدول العربية». وبدد المصدر «شائعات» راجت بشأن «خلافات» حول من يمثل سوريا في القمة، وقال إن «القمة العربية ال28، التي تعقد في الأردن، ملتزمة بقرار تعليق عضوية سوريا المتخذ في 2011». وقرر وزراء خارجية الدول العربية تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية منذ نوفمبر 2011، ورهنوا عودتها بالتزام «النظام» بتنفيذ الخطة العربية لحل الأزمة التي تعصف بالبلاد، وكانوا آنذاك قد دعوا إلى سحب السفراء العرب من دمشق.