اعترضت تل أبيب صواريخ سورية مضادة للطائرات، أطلقت على طائرات شاركت في غارة نفذها سلاح الجو الإسرائيلي، فيما تساقطت شظاياها الصواريخ على مناطق متفرقة من شمال وغرب الأردن فجر الجمعة. جاء ذلك في وقت قتل فيه 42 شخصا وأصيب العشرات بجروح في غارة روسية استهدفت مسجدا مكتظا بالمصلين في بلدة الجينة بريف حلب الغربي، في حين تواصل قصف الطيران الروسي وطائرات النظام على مناطق عدة في البلاد. وقالت مصادر إن القيادي الميداني في ميليشيا حزب الله اللبناني بديع حمية قتل في سوريا، ولا يعرف على وجه الدقة ان كان قتل في الغارات الإسرائيلية أو في اشتباكات مع المعارضة السورية المسلحة. وقال بيان عسكري ل «الجيش الأردني»، تسلمت «اليوم» نسخة منه: إن «شظايا صواريخ سقطت فوق قرى مدينة اربد (شمال الأردن) ومنطقة غور الصافي (غرب)، وفوق مناطق أخرى خالية». وأشار بيان الجيش، الصادر عن القيادة العسكرية، إلى أن «الصواريخ اطلقت من داخل الأراضي السورية باتجاه مواقع وقواعد عسكرية إسرائيلية»، دون أن يحدد عددها أو الجهة التي أطلقتها من سوريا. وأرجع البيان سقوط الشظايا فوق المناطق الأردنية إلى «اعتراض صواريخ إسرائيلية للصواريخ القادمة من الأراضي السورية». ونفى الجيش الأردني سقوط خسائر في الارواح أو الممتلكات، فيما أكد شهود عيان، ل «اليوم»، أن «أضرارا طفيفة لحقت ببعض الممتلكات العائدة لأردنيين». وسُمِع دوي انفجار، قرابة الساعة ال 2:33 فجر الجمعة، في مناطق شمال ووسط الأردن، وفق ما أفاد به شهود عيان من مناطق متعددة. تحليق طائرات ورصدت فصائل المعارضة السورية تحليق الطائرات الإسرائيلية المكثف فوق هضبة الجولان المحتلة، وعلى طول الشريط الحدودي المشترك بين سوريا ولبنان وإسرائيل. وقال مصدر عسكري في «المعارضة السورية»، في اتصال هاتفي مع «اليوم»: إن «استخبارات المعارضة رصدت تحليقاً مكثفاً للطائرات الإسرائيلية، التي نفذت عدة مناورات لاختراق الأجواء السورية على علو منخفض». وبين أن «مضادات أرضية أطلقت للحيلولة دون اختراق الطائرات الإسرائيلية للأجواء السورية قرابة الثانية والنصف من فجر الجمعة». وفي وقت متزامن، اعترف الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بتنفيذ سلاح الجو الإسرائيلي لغارات فوق الأراضي السورية. وقال أدرعي، في تغريدة بثها على مواقع التواصل الاجتماعي ورصدتها «اليوم»: لقد «أغار سلاح الجو الليلة (على) عدة أهداف بسوريا، وخلال العمليات أُطلِق صواريخ ضد الطائرات، وتم اعتراض أحد الصواريخ عن طريق جهاز الدفاع الجوي». وألحق الجيش الإسرائيلي «تغريدة أدرعي» ببيان رسمي، قال فيه: إن «المضادات الأرضية أسقطت صاروخا، من عدة صواريخ مضادة للطائرات، أطلقت فجر الجمعة على قوته الجوية العاملة في سوريا». وبين الجيش الإسرائيلي أنه «اعترض صاروخاً مضادا للطائرات، فيما سُمع دوي الانفجار في نطاق مساحة واسعة، دون أن ترد تقارير عن ضحايا أو تلفيات». وأكد الجيش الإسرائيلي أن «اعتراض طائرات سلاح الجو جاء عقب تنفيذها المهمة»، دون أن يوضح طبيعة هذه المهمة، وما هية أهداف الغارة الجوية. تصعيد روسي من جهة أخرى، طال التصعيد الروسي في ريف حلب أمس الأول مدينة الأتارب، وبلدات الجينة وكفركرمين ومعراتة ومعارة الأتارب وبابيص، ما أدى إلى مقتل رجلين وامرأة وسقوط عدد من الجرحى. وفي محافظة حلب، شن الطيران الروسي أربع غارات بالصواريخ الفراغية على بلدة العيس في ريف حلب الجنوبي. على صعيد آخر، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية مقتل عدد من عناصر تنظيم القاعدة في ضربة جوية أمريكية على موقع اجتماع للتنظيم بإدلب شمال سوريا، ولم يتحدث البيان الأمريكي عن وقوع خسائر بصفوف المدنيين في الغارة. وأضاف بيان القيادة المركزية الأمريكية: «كانت إدلب ملاذا آمنا مهما للقاعدة في الأعوام الأخيرة». وأقرّ الجيش الأمريكي الجمعة، بشنّ الضربة ضد تنظيم القاعدة، لكنه نفى أن يكون قد استهدف بشكل متعمّد مسجداً في محافظة حلب، حيث قُتل 42 شخصاً على الأقل استناداً إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال الكولونيل جون توماس الناطق باسم القيادة المركزية الأمريكية: «لم نستهدف مسجداً، غير أنّ المبنى الذي استهدفناه حيث كان هناك تجمع (لتنظيم القاعدة) يقع على نحو 15 مترا من مسجد لا يزال قائماً». وأوضح أنه سيتم إجراء «تحقيق في الادعاءات بأنّ تلك الضربة قد تكون قد أدت إلى (سقوط) ضحايا مدنيين».