ليست تلك المرة الأولى التي أقف فيها أمام تلك الأعمال الفنية ومن خلال هذا الحدث الذي يتجلى دوما منذ انطلاقته قبل عشر سنوات. في كل مرة أشعر أن ثمة إبداعا جديدا ورؤى مغايرة تعدت حدود اللوحة التشكيلية بمفهومها المألوف والذي عهدناه منذ الرسم على الحوائط والنقش على الصخور الى ابعاد جمالية وفنية أخرى تؤكد على تطور الفنون ومواكبتها للتطور الفكري والجمالي والتكنولوجي للعصر الحديث وان لم تنسلخ عن الأصالة التي انطلقت منها. لم يعد آرت دبي معرضا للوحات التشكيلية والنحت فقط ولكن منطلقا مدهشا بصور فنية مغايرة تدمج بين هذه الفنون او تتناول ابعادا جديدة أخرى. دول عديدة وحضور قوي للجاليهات الإماراتيه والعربية وسعي دائم نحو دعم المجتمع الفني والثقافي في دبي من خلال فعاليات وبرامج مصاحبة تدهشك بتنوعها وثرائها وأهدافها العديدة. فالبرنامج هذا العام متنوع وفاعل، فالمعرض العالمي الشامل يتضمن 94 معرضا من 42 بلدا وهناك مشاركات من بلدان تمثل لأول مرة منها الجزائر وبيرو وأرغواي. ولعل المدهش هذا العام هو اطلاق آرت دبي، مشروع (آرت دبي بورتريتس) والذي يجيء استجابة للتطورات الفنية والدور المتزايد الذي تلعبه التقنيات الرقمية والوسائط المتعددة في الإطار الفني للأعمال ويقدم المشروع سلسلة من الأفلام القصيرة تتناول لمحات من حياة واعمال الفنانين في برامج العرض وقاعاته.. المشروع ملفت ومدهش وحضورك الى هذا المكان الذي يضم الآرت يعني انك تحتاج الى مساحة طويلة من الزمن فالأمر يتعدى صالات العرض بمكانها المألوف الى الفعاليات التي تأخذ جل يومك بدءا من جائزة ابراج للفنون الذي يشهدها الآرت سنويا وليس انتهاء بمنتدى الفن العالمي الذي يعد اكبر برنامج حواري في الشرق الأوسط وآسيا.. هذه الكتابة مجرد اشارة لحدث كبير يجعل من دبي وجهة دائمة وفاعلة للفن والابداع في العالم.