قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، وحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك) رواه البخاري إنسانة كرّست نفسها لخدمة زوجها، بذلت من أجلي متحملة الصعاب لأكون، تحملتني وقت آلامي وأفراحي، غضبي وسكوني، فقري وغناي، مرضي وعافيتي، وجودي وغيابي، كانت سعادتي باهتة قبل وجودك في حياتي بلا معنى أذكره، ولكن اليوم حقيقة أقولها بملء فمي (بعد 20 عامًا من زواجي بك)، انك عنوان سعادتي وبهائي، أقولها وأنا أشعر بحلاوة مذاقها حين أردد كثيرًا في مجالسي حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم حينما قال: (الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة) رواه مسلم في صحيحه. فيا رفيقة دربي وحياتي، لا أنكر أنك تسعين، وما زلت، لرضائي، فيا أجمل ابتسامة رأيتها في حياتي، أنت لي الهواء الذي أستنشقه كلما مالت عليّ الدنيا بمصائبها. حين أسكن إلى جوارك وأفضفض عما بداخلي، وأنصت لحديثك حين تقولين لي: «لا تقلق، يكفينا وجودك بجانبنا»، وإذ بي أبحث في قاموسي عن عبارة شكر وعرفان لك، ولكني لا أجد -زوجتي العزيزة- غير كلمة عابرة تُقال كثيرًا.. فأجد نفسي أرددها لك من حيرتي فيما أقول: «شكرًا زوجتي» الفاضلة / هدى الجبر، لتميزك بأمور لم أشهدها مع غيرك، ولعل فيها عبرة لجميع النساء.. فقد كانت بارة بي طيلة 20 سنة، فو الله ما عصتني في أمرٍ قط، بل كانت تهيئ البيت والجو لراحتي بشكل يعجز عنه كثير من النساء، بسيطة جداً، لا تحمل في قلبها على أحد، تفرح لفرح الناس، وتحزن لحزنهم بصدق، ومن كريم خُلقها أنها كانت تخفي حزنها وما يُلم بها، طيبة رحيمة، تتواصل مع الجميع في الأفراح والأتراح، ورسائلها تصل معارفها كل يوم، ومما استفدته منها، أحسِن إلى الناس بكل ما تستطيع، فلن يخلد ذكراك إلا عملك الصالح، وإحسانك إلى الخلق، فتنال الأجر والدعاء. شكرًا بكل ما تحمل الكلمة من معنى.. لك يا زهرة أيامي، فيداك البيضاء شريكتي في نجاحي، فهنيئًا لقلبي النابض بحبك، فأنت النهر الجاري من التضحيات والعطاء المتواصل الذي لا ينقطع، فأنا لا أمدحك بل أذكر نسمات من عبيرك الفواح.