قبل عدة أيام تم تناقل خبر مفاده أن هناك مراجعة لمكافأة الطلاب والطالبات ممن يدرسون في الجامعات السعودية وربطه بتفوق الطالب أوالطالبة. وقد يعني هذا إلغاء المكافأة بصورة تدريجية. ورغم نفي الخبر من جهات مسؤولة، إلا أن هذا الموضوع أصبح يمثل حساسية كبيرة لدى كثير من شرائح المجتمع خاصة أنه يطفو على السطح بين فترة وأخرى. وقد لا يعرف الكثير أن المكافأة الجامعية تمثل الشيء الكثير ليس فقط للطالب الجامعي، بل وأحيانا كثيرة لأسرته. وأيضا يمثل المبلغ الشهري رغم أنه لا يتعدى الألف ريال تأثيرا إيجابيا مهما من الناحية النفسية للطالب أو الطالبة حتى لو كانوا من أسر ميسورة. ويرجع سبب ذلك لكون الطالب يراه كسبا أتاه نظير تعب وجهد وتجربة فريدة بالنسبة له. وأمر آخر مهم وهو أن العلاقة بين الطالب والطالبة من جهة وجامعاتهما من جهة أخرى قد يشوبها نوع من عدم الرضا رغم انه من المعروف أن سنوات الجامعة أهم سنوات العمر التي يصقل فيها الشاب أو الفتاة الكثير من شخصياتهما وفهمهما للحياة. وانقطاع المكافأة أو حتى الحديث عنها سيقلص مساحة الود بين الدارسين وجامعاتهم. فبيئة الجامعات السعودية وللأسف ليست بيئة جاذبة لكنها أمر لا بد منه. في الكثير من الجامعات في الخارج الحركة والنشاط الرياضي والمسرحي والثقافي تمتد إلى ساعات طويلة بعد الدراسة، بينما في جامعاتنا تجد فقط السكون والصمت بعد ساعات الدوام المتعارف عليها، لكن بيت القصيد هو أن المكافأة الجامعية تمثل أمرا ضروريا للكثير كونها أول دخل مالي للطالب أو الطالبة خاصة أن الكثير من خريجي الجامعات خاصة الخريجات من الفتيات قد تكون المكافأة الجامعية هي الدخل الوحيد الذي سيكون حاضرا في ذاكرتهن لمدة طويلة قبل الحصول على وظيفة تدر دخلا شهريا. ولا ننسى أن المكافأة رغم أهميتها للكثير، إلا أن الطالب أو الطالبة يستهلكان المكافأة وأكثر في تأمين متطلبات دراسية سواء أكانت كتبا أو أدوات بحث، لكن يبقى الواقع هو الواقع. فبالرغم من نفي جهات مسؤولة حيال المكافأة الجامعية، إلا ان لي رجاء ألا تتلاعبوا بأعصاب طلبتنا وطالباتنا و«لا تجيبون طاري» للمكافأة الجامعية.