أم طبوقة «نسبة لدائرة الحناء في اليد»، سيدة من جيل زمان ممن يرون أن نساء هذا اليوم كشبابه تافهون، وهذه نظرة نمطية مللنا من تبعاتها وتداولها في الخليج كله، دون تحكيم المتغيرات في كل شيء، لتكون المقارنة ظالمة وغير عادلة. أم طبوقة تقول دوما إنها تذبح الخرفان وهي حامل وتطبخها بعد الولادة مباشرة، ولديها ستة عشر طفلا توفي منهم خمسة وبقي أحد عشر يشهدون على معاناتها، كما أنها وبقدرة قادر تستطيع السفر على بعير وعصا وتنظيف البيت دون خادمة وأولادها وزراء وستدخل الجنة. أما نساء اليوم فهن مريضات جسديا وذهنيا وأسندن التربية للخادمة ومقصرات بحق أرحامهن وأزواجهن وطلباتهن كبيرة ومصاريفهن كثيرة وسيدخلن النار. دون أن تستدرك أن البيوت التي كانت غرفة أو اثنتين من خوص أو طين أو اسمنت وتستغرق العناية بها أقل من ساعة بمنخل أو مكنسة قش لتطوف بعدها على كل نساء الحي وتتقصى أخبارهن، أقول تلك الغرفة أو العشة أو بيت الطين تحولت لأدوار ولكل فرد غرفة ومتطلبات، والأولاد الذين لم تكن تقرأ المنهج معهم وشهاداتهم تشرق باللون الأحمر وحصلوا على خيارات ومنح دراسية وأراض أثناء تخرجهم في الجامعة وسكن وقرض الصندوق العقاري ومنحة للزواج. أما أولادنا اليوم، فيدرسون في مدارس عالمية وبلهجات مختلفة، ولديهم قياس وقدرات وتحصيلي، وقد لا يجدون كرسيا واحدا في أي جامعة، كما أن الزوجة (مربط الفرس) صارت معلمة وممرضة وقريبا ستصير (جرندايزر أو جونقر) فهي تقفز معنويا مكان السائق لايصال العيال للمدرسة كل يوم وتنام ومعها قائمة طويلة بما يجب عمله قبل أن تفيق غدا. أنا لست ضد نساء الأمس ولا أستصغر ما قدمن، لكني ضد الصورة النمطية التي لم تعد موجودة وتسببت بفشل عدة زيجات بالطلاق والخلع؛ لأن أفرادها ما زالوا يعيشون على مبادئ أم طبوقة.