فضائح مبهرجة، وأقاويل خادعة، وشائعات موجهة، تغيير، تكذيب، تشهير، وتفنن في صنع الأخبار المثيرة، وطرح المعلومات الزائفة، وبث الروايات المستهجنة بسيناريوهات غريبة وتنميق الأكاذيب بكل ماكياج قصصي، وفني متاح، وزيادة وتأويل. ما بين النصائح والفضائح هناك متلقون، وما بين الأخبار الصادقة والمكذوبة هناك قراء، وما بين القصص الحقيقية والملفقة هناك متابعون، وما بين المعلومات النافعة والضارة هناك مطلعون.. لكن العجب والاندهاش والغرابة أن أعدادا معدودة ونسبا بسيطة ممن يمرون على تلك النصائح، أو المعلومات الثقافية الطيبة، أو الكتابات الراقية وإن مروا يقرؤونها على عجل وبلا إحساس. وفي المقابل مئات الآلاف يعشقون تتبع الغرائب المصورة والمكتوبة وغير المصورة التي تبثها وسائل التواصل الاجتماعي خصوصا «واتساب، تويتر، صحف الكترونية باحثة عن الانتشار» بل يحاولون تحفيزك لنشرها «انشر تؤجر». وسيلة.. مشارك.. حساب.. قروب.. عضو... يطرح بلا خجل أحاديث نبوية موضوعة، أكذوبة ملفقة، كلمات منسوجة من الخيال، أخبارا ممجوجة، فضائح مفبركة، قصصا فارغة، وصايا غريبة. ذلك توجه منحرف للعقول، واتباع لرخيص، واهتمام بوضيع. حتى إن مساحات أجهزتنا الذكية أصبحت مصبا كدرا لتلك الفضائح والقصص والأكاذيب وأمسى مراسلو إبليس مهووسين بالسبق والنشر الساخن بلا تروٍ ولا تعقل. للأسف أن المتلقين.. المشاركين.. الأعضاء.. أصابتهم حالات التسمم العقلي وفقدوا حكمتهم، فأنتج ذلك فكرا هوائيا خاليا من الحس الإيماني وفارغا من الوعي والإدراك المنطقي ومتهورا ورخيصا، وسبب فقدا مروعا للمصداقية في تلك الوسائل، وفي موثوقية المرسل، فصار سبق الفضائح، وهوس الإشاعة، وجنون النشر يسحر الكثير. آخر القول: الفضائح والأكاذيب والشائعات على أشخاص أو جهات حكومية أو خاصة أو غير ذلك لا يستغرق وقت صنعها وبثها وافترائها إلا ثوان معدودة، قد تفوح روائحها عبر مساحات العقول الخفيفة وخلال القلوب غير السليمة.. ولهث الكثير خلف تلك الفضائح، والأخبار المثيرة الزائفة والأقاويل والتلفيقات يظهر مدى ضحالة العقول، ويبين قدرة تلك الوسائل الحديثة على تسطيح الأفكار، وينتج متلقين بلا توازن فكري، ولا اعتدال ثقافي فيعطل تفكيرهم، ويجعلهم إمعات لا يعرفون إلا الترديد والنشر بلا انتباه لخطورة مثل ذلك. لذا فالمنطق يقول: احذف تؤجر.