تعد الشائعات من أشد الآفات الاجتماعية خطورة في أوقات الأحداث والأزمات كونها مصدر بلبلة في أوساط المجتمع ويجنح البعض لاستغلال تطور وسائل التواصل لينفس حقده وعقده من خلال اختلاق أو فبركة الأخبار الملفقة أو الأحداث الكاذبة أو المواقف المتناقضة مع الواقع ووسم أشخاص أو مجتمعات أو مؤسسات بما ليس فيها وإلصاق تهم وأباطيل في أذهان الناس وربما استسهل البعض نقلها وبثها إما بحسن نية أو سوء قصد. ويرى عضو مجلس الشورى الدكتور فائز الشهري أن الشائعات بشكل عام تنتشر حينما يكون هناك نقص في الوعي العام وفي فترات الأزمات خصوصا أنها تلقى رواجا وتنتقل بصورة أكبر نظرا لأهمية الأحداث، محذراً من تسلل الخصوم لبث الأخبار الزائفة والمغلوطة ويعمدون إلى توظيف اهتمامات الناس وهمومهم وتطلعاتهم ومن ثم يقوم خبراء مختصون بتأليف القصص والأخبار ونشر المعلومات بتركيز وتتابع لأحداث الأثر في المجتمعات المستهدفة، موضحاً أنه في عصر الشبكات الاجتماعية والتواصل الإلكتروني بات المجال متاحا لهذه القوى لنشر الأكاذيب وترويجها بمكر وخبث، وتسهم شبكات التواصل الاجتماعي بشكل كبير اليوم في ما يشبه الحرب المعنوية للتأثير في معنويات الشباب على وجه الخصوص ويوظف الخصوم أسماء محلية وينتحلون ألقابا تمثل مناطق وقبائل لتمرير الرسائل السلبية ونشر التشكيك في مقدرات الوطن وقراراته.. ومن المهم لمستخدم الوسائل والوسائط الإلكترونية ألا يكون ناقلا سلبيا لكل ما يصل إليه فمن الناحية الشرعية هناك مبدأ (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع)، ولفت الشهري إلى أنه من الناحية الأخلاقية ينبغي على مستخدمي الإنترنت والوسائط الإلكترونية التنبه بحيث لا يكون الشخص جسرا للشائعات، وينبغي نشر التوعية وبناء الوعي والفكر الناقد لدى الشباب لنقد وتمحيص كل ما يصل عبر هذه الوسائط، وأضاف الشهري من المهم تكثيف نشر المعلومات التي تكتسح الشائعات وتصحيح الأخبار المغلوطة. من جهته أكد المتحدث الإعلامي في وزارة الثقافة والإعلام الدكتور سعود كاتب على أهمية دور كل مواطن في رد الشائعات والتصدي لها باعتماده على مصادره الوطنية الموثوقة وإغفال ما يرد عن مصادر مجهولة أو مبهمة موضحا ل «عكاظ» أن الإعلام السعودي حاضر بقوة في هذه الأيام بل إن الموقف السعودي مثالي لأبعد درجة من خلال ظهور متحدث رسمي من القوات السعودية وإصدار بيان يومي يتضمن الإجابة عن جميع الأسئلة وإتاحة الفرصة للمختصين في الكتابة الصحفية أن يطرحوا وجهات نظرهم وآراءهم، إضافة إلى البرامج المفتوحة والندوات المتلفزة والمذاعة على الهواء وانفتاح شبكات التواصل دون قيود ولا رقابة ووصول وسم عاصفة الحزم إلى ما يزيد عن 6 ملايين تغريدة وكل هذا يبين معدن المواطن السعودي الشريف مع وطنه وشفافية الإعلام وحضوره المسؤول على مدار الساعة ما يحد من الشائعات، وأضاف كاتب بأن الشائعة واردة في ظروف كهذه التي نمر بها لكنها لا تستحق الذكر كون المعلومة الصحيحة متوفرة وواضحة، مشيراً إلى أنه لا يستبعد ظهور معلومات مغلوطة كون هناك متربصون وحاقدون إلا أن حائط الصد يتمثل في وعي المواطن ووطنيته وانتمائه كما وصف، وأضاف لا يقتصر الدور خلال هذه الفترة على وزارة الإعلام في الحد من ترويج الشائعات، لأنها بالتأكيد تقوم بدورها على أكمل وجه إلا أن المسؤولية مشتركة، وعلى كل مواطن التنبه والتوثق من الخبر عبر مصادره المعتمدة وإغفال ما عدا ذلك كون الإغفال للشائعة من وسائل إبطالها.