يقول وليد ابن أخ (مفقود بريدة)، نحن لا نريد الإعلام، فالإعلام لم يساعدنا في البداية للوصول إلى (عمي)، ولم نستعن به في أي مرحلة من مراحل عودته، بل إن الإعلام سبب لنا (الصداع والإحراج) بالقصص والمعلومات (المغلوطة) التي يتم نشرها حول (ظروف العودة) فقط لجذب أنظار المتابعين، وزيادة عدد الزوار؟! أنا هنا لا ألوم أي شخص ينكوي (بنار ولهيب) الإعلام المتعطش، وغير المتعقل، فما زلنا نعاني من (حراج الإعلام الإلكتروني) على طريقة من يزوّد، وليس من يقول؟! الخبر تجده في (صحيفة إلكترونية)، وبعد دقائق تجده في صحيفة منافسة، وقد تم (تمليحه وتزويقه) حتى يبدو حصرياً، أو خاصاً؟! هذا السباق غير المنضبط في ترويج الأخبار التي هي في الغالب مجرد (شائعات)، أو معلومات مسرّبة من بعض الموظفين والعاملين البسطاء في بعض الجهات الميدانية! بدأ يظهر حتى على صفحات الصُحف الورقية الأكثر (رزانة وثقالة)، بل إن الأمر وصل إلى بعض (الشاشات) التي لربما تشهر إفلاسها، لو لم تعتش على فتات قصص وأكاذيب وتهويلات (الصحافة الإلكترونية الملوّنة) في المجتمع السعودي، والتي هي نتاج (منتديات ومواقع) سوداء تديرها عقول محدودة، بإمكانات علمية متواضعة! لا شك أن مثل هذه (الصحف الإلكترونية) تعتمد على جانب السرعة، والنقل الآني للحدث، والتعليق المباشر، والكثير لا يعلم أن بعض الصحف الإلكترونية تُدار من (غرفتين أو ثلاث)، بمعرفة شخص أو اثنين، وبقية المحررين يرسلون أخبارهم (عبر الإيميل)، وانشر ياللي بتنشر، دون أدنى مهنية في الغالب! أعتقد أن (حرية الإعلام السعودي) اليوم، يجب أن تُلزم هذه (الصحف الإلكترونية) قبل غيرها من الوسائل الإعلامية (بآداب النشر)، وضرورة التوقف عن بث أخبار (السرقات والاعتداءات والاغتصابات والابتزاز) بهذا الكم الهائل، وكأن المجتمع برمته يعج هبذه المشاكل الموجودة في كل المجتمعات، لا شك أن المتابعة مطلوبة، والشفافية مطلوبة، ولكن (الطيران في العجة) بمبالغة مع كل حدث يقع في قسم شرطة، أمر له (انعكاسه السلبي) على المتلقي الذي لن يعيه القائمون على هذه الصفحات الإلكترونية! لعلنا نستشهد (بالواتس أب) وأضراره المتكررة، وبالمقابل نتحدث عن الاستخادم السليم والمتعقل له، فهو من ساعد عائلة (عبدالله) للتعرّف عليه بعد 32 سنة من الغياب في باكستان، أما الطرح (المبتذل والمستمر) ونشر فضائح الآخرين فهو مضر بكل تأكيد! وكذلك (أخبار الفضائح)، فهي حيلة العاجز من وسائل الإعلام الصفراء، ولنعلم أن المتلقي هو الحكم، وزيادة عدد الزوار في هذه الصحف، لا تعني التفوق بالضرورة فتلك (مسألة علمية) لن يفهمها أصحاب هذه المواقع! وعلى دروب الخير نلتقي.