تاريخ الجبيل الحضاري والإنساني يثري حاضرها وينتقل بها عبر الزمن بصورة حيوية الى آفاق متجددة باستمرار بما يجعلها قلعة اقتصادية عملاقة تواكب النهضة الوطنية التي نطمح إليها عبر برامج التنمية المختلفة، وذلك بالضبط ما يضعها رأس الرمح في برنامج التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030 اللذين يكشفان عن طموحات كبيرة تجعل الجبيل ركيزة أساسية لأي منهج اقتصادي يستهدف تطوير البنيات الاقتصادية في مختلف القطاعات خاصة الصناعة بشقيها الأساسي والتحويلي. مقومات الجبيل وانفتاحها على الأسواق العالمية بحكم موقعها على ساحل الخليج العربي وتوفر الموانئ سواء بالجبيل أو الجبيل الصناعية أو رأس الخير التي تعتبر نموذجًا دوليًا في الانتاج والتصدير والمنافسة من خلال الفرص الهائلة المتاحة بها، يعزز مكانتها كمركز ثقل صناعي يتطلب المواكبة في جانبيها الإداري والتنفيذي، إذ ان إدارة العملية الصناعية فيها لا تقتصر على القضايا الإجرائية في تسهيل الاستثمارات وإنهاء المعاملات وإنما ابتكار الأدوات والوسائل التي تفتح مزيدًا من الأبواب لاختراق المستقبل من خلال الرؤى العلمية والعملية، وعلى الصعيد التنفيذي مباشرة تطبيق التوصيات التي تسهم في تطوير الأنشطة الصناعية وتعزيز نظم الاستثمار المحلي والأجنبي لأن ذلك يتجه بنا الى عدة مكاسب تتعلق بتوطين التقنية الصناعية ونقل التجارب والخبرات، إلى جانب الهدف الاستراتيجي بتنويع مصادر الدخل. تلك الرؤية تتأسس على قواعد من العمل على ابتكار الوسائل والمناهج التي تستكشف الفرص الاستثمارية وتقدمها للمستثمرين ومؤسسات القطاعين العام والخاص من أجل اقتناصها والذهاب بها بعيدا في أرض الواقع، وذلك ما يستدعي الحاجة لتنظيم منتدى استثماري شامل يوضح قصة نجاح هذه المدينة والفرص الموجودة بها والتنظيم المتميز لها، ليوصلنا إلى تطلعاتنا في تحفيز اقتصادنا الوطني، فمثل هذا المنتدى ذو قيمة مضافة تعزز جهود التحول والرؤية وتدعمها في تقديم مخرجات وتوصيات فورية وعلمية تقودنا الى تحقيق الأهداف بسهولة في أرضية صناعية صلبة مثل الجبيل التي يمكن أن تكون مجالا واسعا لتطبيقات البرامج التنموية وقيادتها. ولا شك في أن للغرفة التجارية والصناعية والهيئة الملكية و«سابك» و«أرامكو» ووجود شركة معادن في رأس الخير وغيرها من الشركات الداعمة للاقتصاد الوطني والجهات الأخرى ذات العلاقة، سيثري مثل هذا المنتدى الذي يسعى الى توفير الأدوات الجاذبة أكثر للاستثمار الأجنبي، فهذه المنتديات تؤسس لمنظومات عمل بمشاركة النخب الاقتصادية من خلال أوراق العمل العلمية وتوصياتها التي تدرس الواقع وتستقرئ المستقبل، لتكون المحصلة نماذج استثمارية وفقا لخيارات متعددة من صميم فكر اقتصادي خبير وتجارب واقعية تستهدف تطوير أدوات الاستثمار ونقل العمليات الاقتصادية الى مجالات أكثر اتساعًا لأهداف جديدة تصب في صالح الاقتصاد الوطني، وتعزز المشاريع القائمة وتضيف اليها مزايا تنافسية مبتكرة تؤهلها لمزيد من الحضور في الأسواق العالمية التي تفتح أبوابها لكل منتج ذي معايير متقدمة وذلك ما يمكن أن نراهن عليه ونحن نتوسط غرب وشرق العالم لإثرائه بمنتجات متنوعة وبأعلى مستويات الجودة الانتاجية، وذلك أمر يبدأ من الإرادة والعزيمة وترجمتها الى ورق علمي يضع خريطة طريق باتجاه التطور حتى نصل 2030 وفي أيدينا حزمة الأهداف التي تم تحقيقها بكل اقتدار.