اختتمت فعاليات منتدى الصناعات التحويلية بالجبيل الصناعية الاربعاء الماضي بثلاث جلسات رئيسية و6 أوراق عمل قبل أن تختم أخيرًا بالجلسة الختامية التي أعلن من خلالها الرئيس التنفيذي بالهيئة الملكية بالجبيل الدكتور مصلح العتيبي بالجبيل العديد من التوصيات وأبرزها اتفاق وإجماع بين كبار المنتجين للبتروكيماويات والمنتجات التعدينية النفطية المكررة والمصنعين التحويليين والمستثمرين في الصناعات الصغيرة والمتوسطة على ضرورة التكاتف بين كافة القطاعات لتسخير كافة المقوّمات والإمكانات بما فيها المنتجات الخام الأساسية والتقنيات العالمية والتمويل والجدوى الاقتصادية لإقامة تجمّعات صناعية تحويلية متنوّعة تساهم في تنويع مصادر الدخل الوطني وفتح آلاف الفرص الوظيفية والمنتجات الاستهلاكية التي تعزز اقتصاديات المملكة بعدم الاعتماد على النفط والغاز كمصدر وحيد للثروة الوطنية. وأكد صناعيون ومسؤولون في صناعة البترول والغاز في ختام المنتدى الثاني للصناعات التحويلية بالجبيل السعودية أن الصناعات التحويلية باتت هدفًا ستراتيجيًا للاستثمار المحلي يجب التخطيط له والعمل على تحقيقه. وذكرت مصادر بالهيئة الملكية أنه تمّ تخصيص نحو 25 بالمائة من مساحة «الجبيل2» للصناعات التحويلية، مبيّنة أن هذا التوجّه يأتي في ظل مجموعة من المبادرات التي تستهدف بناء الصناعات التحويلية، وخلق البيئة الحاضنة لها في كافة المدن الصناعية، وفي مقدّمتها الجبيل وينبع ورأس الخير، والتوسّع في الصناعات والأنشطة الثانوية والقيمة المضافة. فيما أوضح رئيس المنتدى مدير عام التخطيط الاستراتيجي وتطوير الاستثمار بالهيئة الملكية بالجبيل، المهندس عبدالعزيز عطرجي، أن المنتدى يسعى لعرض الفرص الاستثمارية في الصناعات التحويلية في كل من الجبيل وينبع ورأس الخير وغيرها لجذب استثمارات تصل إلى 200 مليار ريال. حدّد الإستراتيجية الوطنية وأهميتها للاقتصاد الوطني التحدّيات الكبرى التي طرحها الوزير النعيمي، وكانت كافية لتوجيه البوصلة نحو الصناعات التحويلية لأهميتها القصوى على المدى القصير والمتوسط والبعيد ايضًا وتحفيز المستثمرين. وأشار عطرجي إلى أن مشروع «صدارة» ومجمع البتروكيماويات التابع له الذي بدأ العمل فيه الآن بيّن أن أرامكو السعودية وشركة (داوكميكال)الأمريكية في الجبيل2 يضم 26 مصنعًا ويعتبر واحدًا من أكبر مرافق إنتاج الكيماويات المتكاملة في العالم، وسينتج عشرات المنتجات الأولية والمتوسطة والنهائية، ويوفر الاستثمارات للقطاع الخاص وآلاف فرص العمل للكوادر الوطنية. وذكر أن هناك المشروع الثاني الجاري تنفيذه حاليًا وهو بناء أضخم مجمع متكامل للألمنيوم في العالم، ويستهدف تصنيع منتجات عالية التقنية والجودة تشمل صناعة أجزاء السيارات، والتغليف والتشييد والبناء. وقال المهندس عصام حمدي العضو المنتدب لشركة الصحراء للبتروكيماويات: لقد حقق المنتدى اهدافه نظرًا للحضور المميّز من رؤساء كبرى الشركات في الشركات الأساسية من داخل المملكة وخارجها باعتبارها المعنية في الموضوع والتي تمدّ منتجاتها إلى الصناعات التحويلية، مشيرًا إلى المقوّمات الأساسية التي تشهدها الجبيل وينبع ورأس الخير الكفيلة بنجاح باهر إضافة إلى تشجيع المستثمر السعودي والمستثمر الأجنبي حينما يرى هذه التسهيلات التي تقدّم بأن يستثمر أمواله في مثل هذه الصناعات التحويلية إضافة إلى خلق العديد من الفرص الوظيفية. كما قدّم الرئيس التنفيذي بالهيئة الملكية الدكتور مصلح العتيبي شكره وتقديره للحضور على الجهود المبذولة، مشيرًا إلى تجربة الهيئة الملكية العملية في دعم الصناعات التحويلية وكذلك الخطط الإستراتيجية التي وضعتها لتطوير هذا القطاع على مختلف الأصعدة، كما ثمّن جهود المشاركين على ما قدّموه من خلال الأوراق القيمة والأفكار والفرص الاستثمارية التي قدّموها، وتمت مناقشتها من قبل الحضور. من ناحية أخرى قال المهندس علي الشعير العضو المنتدب لشركة ميتال الصناعية: ان المنتدى نجح في استعراض نماذج من التكامل الصناعي بين الصناعات الأساسية والصناعات التحويلية وإبراز الدور العملي للصناعات البتروكيماوية والمنتجات الأولية الأساسية في دعم الصناعات التحويلية. كما تناولت الأوراق الفرص العديدة للاستثمار في مجال الصناعات التحويلية مما يتوقع لذلك نجاح المؤتمر والخروج بتوصيات تفيد كل مستثمر في هذا المجال خاصة بعد بدء معادن بإنتاج مصانعها وإعلان العديد من الفرص الاستثمارية في رأس الخير إضافة إلى المصانع الأساسية التي تنتج ما تحتاجه المصانع التحويلية مشيرًا إلى أن دعم الدولة مثل هذه الصناعات يعجل بشروع أي مستثمر للاستثمار بها. وأشار المهندس ماجد بن عبدالله رئيس مجلس إدارة شركة التطوير إلى أهمية مثل هذه الصناعات لتستطيع المملكة التصنيع داخليًا بدلًا من تصدير المواد إلى الخارج لتصنيعها ثم استيرادها مرة أخرى موضحًا ما تخلقه مثل هذه الصناعات من فرص وظيفية للشباب السعودي في مختلف المجالات. كما قال الخبير الاقتصادي فضل البوعينين: إن الهيئة الملكية للجبيل وينبع نجحت في إقامة المنتدى واختيار المتحدثين فيه، ونجحت ايضًا في حشد عدد كبير من العلماء والباحثين ورؤساء الشركات العالمية الباحثين عن الفرص الاستثمارية في المنطقة. وقال: أعتقد أن المتحدث الرئيس المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية نجح في تلخيص مجمل المنتدى في ورقة واحدة، وحدّد الإستراتيجية الوطنية وأهميتها للاقتصاد الوطني التحديات الكبرى التي طرحها الوزير النعيمي كانت كافية لتوجيه البوصلة نحو الصناعات التحويلية لأهميتها القصوى على المدى القصير والمتوسط، والبعيد ايضًا، وتحفيز المستثمرين على طرق القطاع الواعد في المملكة، ولا يحتاج المتابع لمجريات منتدى الصناعات التحويلية الثاني إلى جهد كبير ليكتشف أُطر الأستراتيجية الصناعية الثانية في المملكة، فبعد نجاح الهيئة الملكية في تنفيذ الإستراتيجية الصناعية الأولى المعتمدة على الصناعات الأساسية بمساهمة شركاء النجاح؛ أرامكو السعودية، وسابك، تسعى اليوم إلى بناء وتنفيذ الإستراتيجية المكملة للمرحلة الأولى، وهي «الصناعات التحويلية» من أجل إكمال حلقات الصناعات الوطنية، للوصول إلى المنتج الوسيط، والنهائي على المدى المتوسط، وأعتقد أن الصناعات التحويلية باتت الخيار الأمثل للمملكة، خاصة مع توافر فائض الإنتاج من المواد الأساسية. فتصدير 85 بالمائة من البتروكيماويات الأساسية يعني فقدان الاقتصاد السعودي مكاسب كثيرة ومتنوّعة. وتركّز الجانب الأكثر أهمية بالمنتدي هو قدرة الخبراء على تحويل أوراق العمل والأفكار إلى مشروعات على أرض الواقع، وهذا يمكن ملاحظته بعد المؤتمر الأول الذي عُقد في ينبع بحضور الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية الذي شدّد على أهمية متابعة ما صدر عن المؤتمر الأول وأوصى بإنشاء هيئة تنسيقية تهتم بمخرجات المؤتمر الحالي، وهذا يؤكد أن الهيئة تسعى إلى تحقيق الاستفادة القصوى من الأوراق المقدّمة، والأفكار وبما يضمن الانتقال إلى الجانب التنفيذي.