استعرض أمين رابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء د. محمد بن عبدالكريم العيسى، في الرياض، مع وفد أوروبي رفيع، رؤية ورسالة وقيم وأهداف رابطة العالم الإسلامي، مؤكدا أن الرابطة ستواصل جهودها في إرساء قيم السلام والاعتدال وترسيخ الإخاء الإنساني. وجرى خلال اللقاءات، بحث أوجه التعاون بين الرابطة والجهات الأوروبية ذات العلاقة، وآفاق التعاون في مختلف المجالات بما يخدم الأهداف والرسائل النبيلة للرابطة وفق رؤيتها وقيمها وأهدافها الوسطية المعتدلة. كما تناولت اللقاءات عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز العلاقات بين الرابطة والفعاليات الأوروبية الرسمية والشعبية؛ لتعزيز قيم التسامح والوسطية والإسهام في دعم الجهود المبذولة لمواجهة التطرف والإرهاب. ولفت د. العيسى، النظر إلى أن مناشط الرابطة الإغاثية تقوم على دعم المحتاجين والمنكوبين واللاجئين في جميع دول العالم دون تفريق ديني ولا مذهبي ولا جغرافي ولا عرقي، كما هي رسالة الإسلام العالمية في بعدها الإنساني التي أكدتها نصوص الشريعة الإسلامية، باعتبار الدين الإسلامي رحمة للعالمين، وقد أمر الله جل وعلا جميع أفراده أن يبروا غير المسلمين مثلما يبروا أنفسهم، والبر غاية الإحسان، مشيرا إلى أن الرابطة ترحب بتعاون الجميع معها لخدمة هذه الأهداف النبيلة بل إن الإسلام حث الأفراد بنص قرآني على الإسهام في إطعام الأسير الذي رفع السلاح ليقاتلهم. وأضاف د. العيسى: من هذا التسامح والتسامي الإسلامي الإنساني صارت عالمية الإسلام، التي حاول التطرف الذي لم يستوعبها أو تجاهلها بسبب عقدة الكراهية لديه التي بدأها في مواجهة المسلمين المعتدلين لأنهم في اعتقاده أشد خطرا عليه من غير المسلمين فالاعتدال الديني ينسف أيدولوجيته التي قام عليها كيانه؛ نعم حاول التطرف تغييب مقومات هذه العالمية المتسامحة المتعايشة التي بسطت رحمتها للجميع، وقد قلنا إن بعض الأخطاء التاريخية المنتحلة على الإسلام تمثل مطامعها السياسية وسلوكها المتطرف، ولا تمثل الإسلام مثلما هي كذلك لدى غير المسلمين. وخلال اللقاءات، تلقى أمين رابطة العالم الإسلامي بعض الأطروحات الفكرية، التي تطلب في مداخلاتها ضرورة أن يكون للرابطة إسهام ومشاركة حقيقية بين صفوف اللاجئين في البلدان الأوروبية لإرشاد الوعي الديني العاطفي نحو الاندماج المطلوب في المجتمعات التي يعيشون فيها من منطلق أن الرابطة تمثل العمق الإسلامي من مقرها بمكة، وهي بقيادة معروفة بالاعتدال ومحاربة التطرف، حيث أجاب بأن هذا قد طلب منا ونرحب بأي تعاون ونعتبره حقيقة من أهم واجبات رابطة العالم الإسلامي. وقال: إن اللاجئين لا بد أن يكونوا أعضاء فاعلين في البلدان التي استضافتهم وأن يلتزموا في جميع الأحوال بدساتيرها وقوانينها وأن يتفهموا ثقافاتها التي تمثل خصوصية الأغلبية في تلك البلدان، وذلك في مقابل ما تطلبه الجالية المسلمة من غيرها من تفهم خصوصيتها الإسلامية، فيكون التفاهم والاندماج وهذا يحفظ خصوصية كل جالية مسلمة أو غير مسلمة مع تفهم الثقافة السائدة للبلد، وهذا يضمن التعايش السلمي، ويجنب الجاليات خطر المواجهات وتطوراتها السلبية، ومن ذلك فرض ما هو أقسى وهو الدخول في مشروع الانصهار، وهذا لن يكون إلا في حال عدم التصرف الحكيم والانصهار يلغي كافة الخصوصيات بل ويجرمها. وتكون الوفد من رئيس مندوبية الاتحاد الأوروبي لدى المملكة السفير ميكيلي شرفوني دروسو والوفد المرافق له، وسفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى المملكة ديتر هالر، ووفد ألماني رفيع المستوى، يمثل العديد من الجهات الرسمية والبحثية والفكرية والإعلامية في ألمانيا.