التعايش هو سر السعادة وأصل العطاء وضرورة شرعية ومصلحة وطنية ويسعد كل فرد في هذا الوطن، انطلق ملتقى التعايش فى مدينة الاحساءالمدينة التى يجمع أبناؤها حب الوطن كبقية مدن المملكة المتعددة، انطلق الملتقى بتشريف صاحب السمو الملكي أمير الشرقية وكانت مشاركته شرفا للملتقى الذي يؤصل فقه التعايش، ومفهومه الشرعي الذي ركزت عليه بلادنا فأنشأت مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لتعزيز اللحمة الوطنية والتعايش بين أبناء الوطن وكذلك مركز الملك عبدالله للحوار بين أتباع الأديان والثقافات ليكون منبرا للتعايش والسلام على المستوى الدولي، وهذه نماذج مشرفة لمسيرة وطن حريص أن يكون المواطن هو الأساس الفاعل والمتفاعل فى نبذ الطائفية وتقبل الاخر والحرص على اتباع تعاليم الشريعة الاسلامية التى ترفض وتنبذ العنصرية والتعصب والطائفية التى تولد الحقد والكراهية والضغينة. الدين الاسلامي دين يحث على التعايش فى كل الأمور ومع كل الطوائف والمذاهب، ولقد كان لمدينة الاحساء تاريخ حافل فى احترام وتقبل الاخر.. وكان لسيد البشرية رسولنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام عندما وصل المدينةالمنورة بعد بناء المسجد والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار وضع صحيفة المعاهدة مع اليهود الذين كانوا يسكنون المدينة وكانت هذه الصحيفة تدل على عبقرية الرسول صلى الله عليه وسلم فى صياغة موادها وتحديد علاقة الأطراف ببعضها لما فيها من القواعد والمبادئ ما يحقق العدالة والمساواة وأن يتمتع الانسان بكامل الحقوق والواجبات.. ولقد استمر سيد البشرية يطبق هذا السلوك الحضاري حتى وفاته، ولقد كان غلام يهودى يخدم رسول الله ومرض فذهب الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم ليزوره وجلس عند راْسه وقال له أسلم، فنظر الغلام الى والده، فقال له أطع أبا القاسم، فخرج النبي صلى الله الله عليه وسلم قائلا الحمد لله الذى أنقذه من النار.. إنها صورة تعكس التعامل الذي ينادي به رسولنا الكريم والحرص على احترام الاخر وحبه. إن مدينة الاحساء يتعايش فيها جميع الطوائف والمذاهب من القدم والجميع يخلص ويحب هذه الارض ومتعلق بها وحبه لترابها والعيش على أرضها يجمع الجميع بقلوب أحبت هذا الوطن وتدافع عنه بإخلاص يشهد له الجميع.. إن عقد هذا الملتقى فى مدينة الأحساء رسالة صادقة لكل من يعيش فى هذا الوطن، فحب هذا الوطن وخدمته والدفاع عنه والتعايش بين مواطنيه هو الهدف الاساسي لكل مواطن.