قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إن الجوع يضرب غرب مدينة الموصل، ويهدد نحو 140 ألف طفل بالموت. يأتي هذا في حين توقعت الأممالمتحدة فرار 250 ألف مدني من غرب المدينة. من جهة أخرى، ارتفع عدد قتلى تفجير سيارة ملغومة ضرب ساحة لبيع السيارات جنوببغداد، أمس الأول، وتبناه تنظيم داعش، إلى 51 قتيلا على الأقل، وإصابة العشرات في أكثر هجوم دموية في العراق هذا العام، وسط تنديد دولي واسع. وقالت المصادر الأمنية، إن السيارة كانت متوقفة في شارع مزدحم مليء بساحات انتظار السيارات وتجار السيارات المستعملة في حي الشرطة. وأفاد طبيب بأن عدد القتلى مرشح للارتفاع؛ لأن العديد من المصابين في حالة حرجة، بحسب ما أفادت وكالة رويترز. وفي بغداد كذلك أغلقت السلطات الأمنية الشوارع، أمس الجمعة؛ تحسبا لانطلاق تظاهرات ضد الحكومة ينظمها أنصار التيار الصدري، الذي أكد نائب من كتلته البرلمانية أنهم لا يسعون إلى إسقاط الحكومة بل لإصلاحها. جوع بالموصل ومع اشتداد الضربات عليه، يمنع تنظيم داعش تجار المدينة من توريد أي مواد غذائية لسكان غرب الموصل في حين يوفرها لعناصر التنظيم الإرهابي وعائلاتهم، حسب المرصد العراقي لحقوق الإنسان. وأضاف المرصد إن مائة وأربعين ألف طفل هناك يواجهون خطر الموت جوعا، توفي العشرات منهم حتى الآن. ويحدث هذا في منطقة يعيش فيها حوالي 750 ألف شخص في ظروف تشبه الحصار، وفق الأممالمتحدة. من جهة أخرى، قال متحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موجيريني: إن الهجوم الإرهابي الثالث في ثلاثة أيام في بغداد «يؤكد على أهمية التغلب على الانقسامات داخل البلاد». وأضاف إن هذه الأحداث تؤكد أيضا على ضرورة التركيز على مكافحة الجماعات الإرهابية واستعادة الأمن وسيادة القانون في جميع أنحاء البلاد. وأعلنت قيادة عمليات بغداد، في وقت سابق الخميس الماضي، عن مقتل 45 شخصا وإصابة 49 آخرين في انفجار سيارة مفخخة في منطقة البياع جنوبي العاصمة. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن تفجير منطقة البياع، مستهدفا حشدا من الشيعة في المنطقة، بحسب وكالة أنباء أعماق الذراع الإعلامي للتنظيم. أطفال داعش عندما وصل الأطفال أول مرة إلى منشأة التدريب التابعة لتنظيم داعش في شرق الموصل، كانوا يبكون ويسألون عن آبائهم الذين اختفوا عندما اجتاح الإرهابيون شمال البلاد في 2014. لكن موظفا في ملجأ الأيتام السابق الذي كان يستضيفهم قال: إنه مع مرور الأيام بدا أنهم يتشبعون بفكر التنظيم الإرهابي. وأضاف: إن الأطفال الذين تراوحت أعمارهم بين ثلاثة وستة عشر عاما بدأوا يشيرون إلى عائلاتهم بوصفهم مرتدين. جرى فصل الصبيان عن البنات والأطفال الأصغر سنا وخضعوا للتلقين والتدريب ليصبحوا شبكة من المخبرين والمقاتلين يستخدمهم الإرهابيون لدعم عملياتهم العسكرية. كان المجمع القائم بحي الزهور في الموصل- والذي كان يضم أيتاما من المنطقة قبل أن يطردهم تنظيم داعش- واحدا من عدة مواقع استخدمها الإرهابيون في أنحاء المدينة. وهو الآن موصد بعد أن أغلقته قوات الأمن العراقية بالأقفال. وانسحب التنظيم بعد أن شنت القوات العراقية هجوما بدعم من الولاياتالمتحدة في أكتوبر لاستعادة المدينة. لكن خلال زيارة قامت بها رويترز الشهر الماضي إلى المجمع كان لا يزال هناك ما يذكر بمحاولة التنظيم غسل عقول عشرات الأطفال. في غرفة توجد كومة من الكتب الدراسية التي عدلها التنظيم لتناسب جوهر ثقافته الوحشية. وتستخدم المسائل الحسابية في كتاب الحساب للصف الرابع أمثلة من الحرب في حين وضعت على الغلاف بندقية تكونت من معادلات حسابية. كتاب آخر للغة الانجليزية يتضمن كلمات اعتيادية مثل «تفاحة» و«نملة» إلى جانب «جيش» و«قنبلة» و«قناص». تظهر كلمات أخرى مثل «جاسوس» و«المورتر» إلى جانب «معبر مشاة» و«يتثاءب» و«إكس بوكس». وقال الموظف بالملجأ- الذي أجبر على البقاء بعد سيطرة الإرهابيين على المنطقة في 2014- إن الفتيات اللاتي نقلن إلى المركز كان يتم تزويجهن عادة لقادة الجماعة. وطلب الرجل عدم الكشف عن اسمه خشية انتقام التنظيم الذي لا يزال يسيطر على الشطر الغربي من الموصل بالكامل. كان الرجل قد أصيب بالرصاص في الساق خلال اشتباكات دارت في الآونة الأخيرة. روايات الملجأ كانت هناك زلاقتان وأرجوحة من البلاستيك بألوان زاهية وسليمة وسط شظايا الزجاج وفوارغ القذائف الصاروخية وأشلاء متفحمة لمفجر انتحاري في علامة على المقاومة الشرسة التي أبداها الإرهابيون مع انسحابهم في أواخر العام الماضي. ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من رواية الموظف بالملجأ. لكن سكانا بالمنطقة أعطوا روايات مشابهة كما نشر تنظيم داعش تسجيلات مصورة تظهر كيف يتم تدريب المقاتلين الصغار بل وجعلهم يعدمون سجناء. وقال سكان إن الملجأ في حي الزهور كان يستقبل دفعات جديدة من الأطفال من خارج الموصل كل بضعة أسابيع ومن بينهم البعض من سوريا بينما كان يتم إرسال الصبيان الأكبر سنا إلى بلدة تلعفر إلى الغرب من الموصل للخضوع لتدريب عسكري مكثف على مهام منها العمل بالمحاكم التابعة للتنظيم أو شرطة الأمر بالمعروف. وقال الموظف بالملجأ وهو يقلب بين أصابعه حبات مسبحة باللونين الأسود والأصفر «بعد ستة شهور في المعسكرات عاد بعض الأولاد لقضاء عطلة أسبوعية مع إخوتهم الأصغر. كانوا يرتدون ملابس رسمية ويحملون أسلحة.» وأضاف إن أحد الصبيان ويدعى محمد قتل الصيف الماضي في المعارك بمدينة الفلوجة إلى الغرب من بغداد. وذكر أن الأطفال الآخرين بكوا عندما سمعوا النبأ. ومضى يقول إنه قبل بضعة أسابيع من بدء هجوم الموصل ألغت داعش الحصص الدراسية وأرسلت الصبيان لحراسة قاعدة جوية قرب تلعفر سيطرت عليها لاحقا قوات موالية للحكومة. وقال الرجل «قلت لهم إذا رأيتم الجيش ألقوا سلاحكم وقولوا له إنكم أيتام لعلهم ينقذون حياتكم».