ضيفنا اليوم الشاعر المميز علي السالمي الشهري أحد شعراء العرضة الجنوبية الذين لهم حضور بارز من خلال مسيرة طويلة حافلة بالشعر.. إلى تفاصيل اللقاء. يتساءل الكثير من المتابعين عن سر غيابك الطويل بعد مسيرة حافلة بالحضور الشعري الصاخب. لم يكن هناك غياب بمعناه الحقيقي إنما كان في سياق حضور متقطع لفترة مؤقتة لظروف عائلية وانشغال ببعض الأمور المهمة، كنت أنا المعني بها ومتابعتها شخصيا. فكان ذلك في نظر المتابعين غيابا أو خروجا من دائرة العرضة. هناك من يعتقد أن شعراء المرحلة الماضية فقدوا بريقهم مع ظهور الشعراء الشباب الذين تزخر بهم الساحة. هذا غير صحيح على الإطلاق. الأسماء المؤثرة ما زالوا الرواد وهم الأقرب لذائقة الجماهير. وهم الأكثر تميزا وحضورا. رغم ما آلت إليه ساحة العرضة في السنوات الأخيرة. ■ هنا عبر هذه الصفحة ومن خلال استضافتي أحد الشعراء كان له رأي مخالف اكد من خلاله ان ما يسمى شعراء الصف الاول البعض منهم يقف حجر عثرة في طريق المواهب الشابة.. هل تتفق مع ما ذهب اليه؟ هذا يؤكد جليا ان شاعر الصف الأول لا يزال ذا شاعرية فذة وقاعدة جماهيرية صلبة لا تخترق. وأنه حاول الوصول أو تجاوزه ولم يستطع وهذا يدل على تفاوت المستوى والإمكانات.. ■ ما زالت ثنائيتك مع الشاعر علي الخراشي في الفترة السابقة خالدة في اذهان العديد من المتابعين.. الآن في الآونة الاخيرة لم يعد المتابع يرى لكما حضورا بذلك الوهج.. أين هي تلك الثنائية؟ ■■ الكثير من الثنائيات تخلخلت بفعل رؤى معينة وأفكار مختلفة عن ما كانت عليه في السابق. مما سبب تراجعا في قوة الأداء وتميز الحضور الذي تلاحظونه انتم الآن في الكثير من المحاورات. قبل ما يقارب 5 سنوات استبشر الجمهور بظهور قناة شموس الفضائية وكان التفاؤل يحدو الجميع عندما اعلن أنك من ترأس مجلس ادارتها الا انها لم تدم طويلا وتم اغلاقها.. حدثنا عن تلك التداعيات. شموس كانت الحلم والأمل. غير أن الظروف التي أحاطت بها سببت كثيرا من العقبات التي أدت إلى إغلاقها. مع اعتذاري عن عدم الخوض في تفاصيلها. ■ هل كان من الممكن أن ينجح مشروع هذه القناة لو وجد الدعم؟ وهل هناك من راهنت على دعمه خصوصا من زملائك الشعراء او المهتمين بالموروث ولم يقف بجانبك؟ الجميع خذلوا شموس وخذلوني دون استثناء. ■ سؤال يطرح كثيرا ولربما يكون مزعجا ولكن أطرحه لثقتي في صراحتك المعهودة هل ترى هناك فوارق بين شعراء عسيروالباحة من حيث الصياغة وانتقاء الالفاظ والقوة؟ ■■ شعر العرضة واحد لا فرق بين منطقة وأخرى، إنما هناك بعض التمايز بين الفريقين فشعراء الباحة يستهويهم صنع المفردة وحبكة القصيدة. وفي عسير قوة المعنى وغزارة البناء، وكلتا المدرستين لها طابعها ونكهتها وخصوصيتها التي يعشقها الجماهير. ■ اكتظت الساحة موخرا بالكثير من الشعراء الذين ما زالوا في البداية وما بين اختلاط المفاهيم والنظريات في كل ما يطرح هناك من يشعر بأن الساحة تتجه للمجهول، من هذا المنطلق من هم الشعراء الحقيقيون الذين تعول عليهم لمستقبل العرضة الجنوبية؟ ■■ هذا السؤال كبير جدا ويحتاج للاسهاب المطول فيه أخي عبدالله. لكني اقول باختصار شديد: لن يبقى إلا من يستحق البقاء وتشفع له شاعريته وأما من اتوا للساحة عن طريق السماسرة والمتكسبين فمصيرهم إلى التلاشي والسقوط المدوي. ■ مواقع التواصل الاجتماعي باتت همزة وصل بين الشاعر والجمهور ولكن في الجانب الاخر قد يعتريها نوع من عدم الانصاف ويتمثل ذلك في النقد غير الموضوعي الذي ربما يكون شخصيا بعيدا عن القواعد النقدية، هل من حلول تحد من هذه الظاهرة؟ ■■ هذه مسؤولية تقع على عاتق محبي الموروث وعشاق الشعر والأدب بأن يستغلوا ويجعلوا من هذه المواقع منصات حقيقية للدراسة النقدية والنقد المنصف والمتابعة لما يخدم الموروث وهوية المنطقة بعيدا عن التصيد وتصفية الحسابات. ■ متى تصافح جمهورك بديوان صوتي مسموع خصوصا انك اصبحت احد الشعراء المميزين في فن الشيلات؟ قد يكون قريبا بإذن الله تعالى. ■ من خلال حضورك الانشادي الجميل الذي اضحى لافتا للنظر ومتابعا من شريحة كبيرة.. هل تشعر بأنك وجدت نفسك في هذا الفن ولربما تكتفي بذلك؟ ■■ تواجدي في عالم الإنشاد والشيلات كان بمحض الصدفة ولم يكن مرتبا له أو مدروسا. وكان فقط في المجال الوطني البحت والجانب الحماسي الموجه. إنما ردة الفعل الإيجابية والمشجعة من كافة شرائح المجتمع جعلتني اهتم أكثر وأكثر فيما اكتب واشيل حتى أحقق الرضا الذي ينشده الجمهور. فالجمهور هو مصدر الطاقة والمحفز لكل إبداع.. ■ في نهاية هذا الحوار نشكر لك تواجدك معنا ولك حرية اضافة ما تريد؟ ■■ شكرآ جزيلا أخي وصديقي العزيز عبدالله أن منحتني هذه الفرصة للتحدث إلى جماهيرنا ومتابعينا.