اقتحمت حياتنا في العصر الحديث، علاقات اجتماعية غير مباشرة لم تكن معروفة من قبل، من خلال ما يسمي وسائل التواصل الاجتماعي، ومن أهمها: ال (واتس أب) الذي أصبح من أهم هذه الوسائل؛ نظرا للأعداد الكبيرة من المستخدمين له، تتنوع بين الأهل والأصدقاء وزملاء العمل أو الدراسة أو أصحاب المهن المتشابهة وغيرها كذلك لأفراد القبائل ومن في حكمهم. ورغم أهمية الخدمة التي يمكن أن يحصدها أعضاء هذه المجموعات المختلفة، إلا أن البعض يسيء استخدامه، بتسخيره بعض الرسائل غير المفيدة، بل وقد يصل الأمر إلى إرسال مواد وصور تخدش الحياء، أو تداول رسائل مغرضة ضد الدين أو الأمن الوطني والاجتماعي، ذات أفكار هدامة؛ لخلق بلبلة حول القيم الثابتة للوطن والمواطن؛ خدمة لجهات مشبوهة تسعى إلى النيل من القيم الدينية والاجتماعية، والتشكيك في سياسة الدولة الداخلية والخارجية، واستعراض مقارنات غير عادلة ومفبركة، للتدليل على صدق الرسالة المراد ايصالها. كذلك كثرة إرسال عبارات مكررة، مثل صباح الخير ومساء الخير، أو مناقشة الأمور الخاصة بالبعض مع بقية المجموعة. الأدهى والأمر أنه يوجد من يصدق ذلك، ويعتبر ما ينشر من المسلمات غير القابلة للتشكيك، بل نجد من يحاول أن يقدم تجاربه وثقافته وخصوصا الدينية للتشكيك في الثوابت المتفق على صحتها، أو يتعامل مع الآخرين كأنهم حديثو عهد بالإسلام، لم يعرفوا من أمور دينهم إلا القليل، أو البحث عن بعض الآراء الشاذة ومحاولة الاستشهاد بها، أو إرسال مقاطع دينية والطلب من المتلقين تكرارها والتأكيد على إرسالها للحصول على خير كثير، أو السلامة من شر قادم، مما يحدث بدعا في الدين. وبالتأكيد توجد مجموعات تستفيد من هذه الخدمة أفضل استفادة، بالتركيز على الأخبار التي تهم المنتسبين إليها، بل تعدى الأمر أن أصبحت شبه جمعية خيرية، بعمل زيارة للمرضى وتقديم الهدايا لهم، كذلك السعي لإصلاح ذات البين، واعتماد نشاطات اجتماعية مميزة مثل عمل رحلات خارج المدن، بالإضافة إلى مساعدة المحتاجين ماليا أو التكفل بإنهاء الأمور الخاصة بهم تلك التي تحتاج إلى متابعة، لدى الجهات الحكومية والخاصة، وأذكر هنا ديوانية (بني شهر)، رغم أنها على مستوى المملكة، إلا أن أهدافها نبيلة والتجاوزات بها نادرة، بسبب اعتماد تعليمات محددة وملزمة للجميع. بعد أن أصبحت وسائل التواصل من الأمور الأساسية والمؤثرة في حياتنا، يتوجب أن نتعامل معها باحترافية وحذر؛ لتسخيرها على أكمل وجه.