أوجز هاني الغفيلي في مدونته عن «الفلاتر الإعلامية الثلاثة» الإشكالية في الحجم الضخم من المعلومات الإخبارية، والتحديات التي تواجه الجهات الإعلامية المتعلقة بمصداقية وتصنيف وفرز الأخبار وتقنين وصياغة المحتوى. كما نعلم وكما أوضحه الغفيلي أن سرعة اصطياد الخبر ومهارة ابتكار المواد، وتفعيل الحس الإعلامي أهم ثلاثة عوامل يقف عليها نجاح المشاريع الإعلامية، وهو ما أود الحديث عنه في هذه المقالة. لنبدأ أولا بسرعة اصطياد الخبر: من البديهي أن أي إعلامي أو مهتم بالمجال مهمته الأساسية تقف على استقطاب واصطياد الأخبار «سياسية اقتصادية اجتماعية.. إلخ» لكن مع الأسف الآن وفي ظل التنافس الحاد ووجود التخمة المعلوماتية، أصبح اصطياد الخبر ليس بالسهل رغم أنه ممكن، كيف لا ومعظم الوسائل الإعلامية أصبحت تحذو حذو الصناعة للأحداث وكأنها تقول إذا لم يوجد حدث سنخلق الحدث حتى لو كان على حساب عقلية القارئ، دون مراعاة للدور الذي يشكله القارئ وكيف أنه وظف المنصات الاجتماعية كوسائل إعلامية لما يريد ومتى ما يريد. الثاني مهارة ابتكار المواد: كوني حاصلة على بكالوريوس في الصحافة والإعلام بتقدير امتياز ومن ممارسي الصحافة الورقية والإلكترونية، وإن لم أكن كرواد العمل الإعلامي ممن تشهد أقلامهم على نباغة عقولهم، إلا أنني أيقنت أن ابتكار المادة وحده لا يكفي إذ لم يكن هناك مهارة في ابتكارها، قال لي أحدهم يوما: لا يمكن أن نقول لأي شخص بأنك ناجح لشخصه فقط لأن النجاح يرتبط بالمهارة، لذلك يمكننا أن نقول أنت ناجح لأنك ماهر في إنجاز أعمالك. وهذا يؤكد أن مهارة نجاح أي مشروع إعلامي تقف على نوع المادة المختارة والمعروضة للقارئ بمهارة. أخيرا تفعيل الحس الإعلامي: يمكن أن أختصرها في أن «إعلامنا ما زال يحتاج إلى ما يفتقر إليه القراء وليس ما تفتقر إليه الوسيلة الناقلة».