يصدح النهام على أنغام «مواويل» الخليج العربي في «بيت الخير» بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية 31. ويقول المشرف في بيت الخير صالح بوشويعي: إن النهام صديق الجميع على ظهر السفينة ومونس الغربة وممني البحارة بلقاء الأهل والأحباب بعد الغربة وشاحذ همم طاقم العمل، ولذا يجب أن يتمتع بصوت شجي بحيث يؤدي أغاني البحر أو ما يسمى بالنهمة والمرتبطة برفع أشرعة السفن وإنزالها أو كما يطلق عليها البحارة الخطفة. ويضيف بوشويعي: إن الصفات الواجب توافرها في النهام تتضمن: قوة الصوت وطبقاته كي يزود البحارة والغواصين بالطاقة من خلال ذكر الله، لافتا إلى أن مهنته تعتبر أساسية في أي رحلة غوص، ولا تكاد تخلو أي سفينة صيد من نهام إلى ثلاثة يتقاضون أضعاف ما يتقاضاه الغواصون. ومن الأهازيج المشهورة التي يتغنى بها النهام: (الزين ماش على تمهل - ينقل قادمة بالنبانة - خلقه تعظم وله قامة - كما غصن ناشي - يا ليت والله يخليه يوم عندي أمانة - أوصاف وجهه كدوزة من خيار القماشي - وإلا كما شهر في المنصف مقدم وهانه- عين لحكمه طاع له كل عاصي - وكم يا قلب قاسي لينة كاللبانة - وأنا صدفني المليح ناشر مع العصر ماشي - بو جعد كاسي وله حفة رديحة ملانة - ان قلت له اخطر سنانا قال أنا اتبع خلاصي - أمشي على كيف راسي ما اتبع أهل الجفانة). وتنقسم النهمة في أبسط صورها إلى ثلاثة أنواع هي: اليامال، الخطفة، والحدادي، والأول نوع من الغناء يختص بالسرد الالقائي على ظهر السفينة وخارجها والثاني نوع من الغناء يختص برفع أشرعة السفينة لابحارها باتجاهات مغايرة، أما النوع الثالث وهو الحدادي، فيحتاجه البحارة لاستعادة نشاطهم وقت الراحة في الوقت المناسب. ويلعب النهام دورا هاما على ظهر السفينة، ولا يمكن أن يكون لأي نمط من أنماط الغناء البحري وجود دون النهام، فهو العنصر الرئيسي والاساسي لهذا الفن، والمحور الذي يرتكز عليه غناء واداء باقي البحارة، لذا فانه من البديهي أن يتسابق النواخذة إلى اجتذاب النهامين الجيدين إلى سفنهم وتقديم أكبر الأجور لهم، وذلك يرجع إلى اثرهم الكبير في نفوس البحارة وحسن سير العمل، فالنهام في السفينة يكون بمثابة الحافز لاستمرار البحار في العمل دون الاحساس بالتعب، فمشاركته مع النهام في الغناء تنسي البحار المشقة وتساعده على الصبر، وكلما كان غناء النهام أفضل زاد الحماس في العمل، ومن هنا يكون النهام العنصر المحرك والموجه للعمل، ولذلك لم تكن السفن تذهب إلى الغوص العود بدون نهام، ولم يقم بأي عمل اضافي إذا كان من البارعين، وقد يوكل إليه القيام بمهام «السيب» إذا كان غير اساسي. ويتراوح عدد النهامين على ظهر كل سفينة ما بين 2 الى 4 ويرتفع احيانا الى 6 نهامين يتناوبون في العمل ويتعرض معظمهم للاصابة بالحمى أو الزكام؛ بسبب المجهود الكبير الذي يبذلونه لمدة قد تزيد على أربعة شهور يكون الغناء فيها بشكل يومي، ويصنف النهامون حسب جودة أدائهم وحسن صوتهم، أما الأجور فهي الضعف مقارنة بالبحارة.