تراه متنقلاً بين أركان مهرجان الساحل وعلى المحامل والسفن يشدو بصوته الجهوري الجميل والشجي مردداً الأهازيج البحرية القديمة ليُعيد الذاكرة إلى فترة الغوص وتراث الأجداد، إنه النهام صالح العبيد، الذي ذكر أنه من عائلة نواخذة غواصة، مبدياً قدراً من التخوف أن يطوي النسيان فن «النهمة» الشعبي وألا تحافظ عليه الأجيال المقبلة، وقال ل «الشرق» إن مشاركته في مهرجان الساحل بهدف تقديم النهمة البحرية عند بداية الغوص وهي ما تسمى «الدشة»، والنهمة الخاصة عند انتهاء موسم الغوص وهو ما يطلق عليه «القفال»، مبيناً أن بعض المحامل كانت تحتوي على نهامَين أو ثلاثة قديماً، وعندما يعطي النوخذة الإذن بالدخول للغوص يبدأ النهام في النهمة وهو ما يسمى «الخطفة»، ويبدأ عند رفع الأشرعة على المحامل، وكذلك عند إنزال الأشرعة. وأضاف أن دور النهام يعتبر أساسياً في أي عملية غوص وأنه يُعطي الحماس للبحارة لتأدية عملهم بجهد ونشاط، وأشار إلى أن الزهيريات التي يقولها النهام عند بداية الغوص تختلف عن تلك التي يقولها عند انتهاء موسم الغوص ولكن الأداء والطريقة واحدة. وأوضح أن الزهيريات تكون كلماتها في ذكر الله وبعضها يكون عن الفراق لكون موسم الغوص يستمر مدة أربعة أشهر وعشرة أيام. وأشار إلى أن هناك بعض الشباب النهامين في المملكة الذين يحاولون إحياء التراث البحري القديم، وأنه على استعداد لتعليم من يرغب في تعلم مهنة النهمة. ويعدد العبيد الصفات الواجب توافرها في «النهام» مثل قوة الصوت وطبقاته، فهناك الصوت الجهوري وهناك الناعم الذي تكون فيه بحة، إلى غير ذلك من الصفات.