جسد مهرجان الساحل الشرقي مهنة "النهام" وهو الواقف على ظهر السفينة وينهم في البحر ويملك الصوت الجميل والشجي ويؤدي أغاني البحر، والنهمة ترتبط بالعمل في السفينة أثناء رفع الأشرعة وإنزالها ولها ضوابط غنائية محددة لرفع الشراع أو خطفه كما يسميها البحارة ويطلق على هذا الأداء "الخطفة". ويلفت سمع القادم إلى متنزه الملك عبدالله بالدمام "صوت النهام" الذي يقدم أهازيج وأصواتا تغنى بها البحارة في الماضي. ويقول "النهام" صالح العبيد، الذي أطلق عليه الأمير سلطان بن سلمان في الجنادرية (نهام الجنادرية والشرقية)، إنه ورث هذا الفن من أبيه وجده، ويشدو متنقلاً هذه الأيام بين أركان المهرجان ليعيد الذاكرة إلى فترة الغوص وتراث الأجداد. ويعدد العبيد الصفات الواجب توافرها في "النهام" من قوة الصوت وطبقاتها كي يزود البحارة والغواصين بالطاقة من خلال ذكر الله، لافتاً إلى أن مهنته تعد أساسية في أي رحلة غوص ولا تكاد تخلو سفينة من نهام إلى ثلاثة نهامين. ويتذكر العبيد أبرز من عملوا في هذه المهنة وما زالوا كباراً في السن،" مطالباً جمعية الثقافة والفنون بتوثيق تلك الأسماء حتى لا يضيع تاريخ نهامي المنطقة بسبب قلة الدراسات والتوثيق. ومن الأهازيج المشهورة التي قالها العبيد "الزين ماش على تمهل - ينقل قادمة بالنبانة- خلقه تعظم وله قامة- كما غصن ناشي- ياليت والله يخليه يوم عندي أمانة- أوصاف وجهه كدوزة من خيار القماشي- وإلا كما شهر في المنصف مقدم وهانه- عين لحكمه طاع له كل عاصي".