تجيء خطوة نقل البرلمان اليمني من مقره السابق في صنعاء الى المقر المؤقت في عدن ترجمة لمنطوق الدستور اليمني ومبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلياتها التنفيذية وعطفا على مخرجات الحوار الوطني، وهي خطوة شرعية وطبيعية اتخذها الرئيس اليمني لما يعانيه المسؤولون في صنعاء من مضايقات تحول دون تمكنهم من ممارسة أعمالهم بأمان وحرية تمكنهما من تلبية مطالب الشعب اليمني. والنقل في حد ذاته يأتي ترجمة لبنود اللائحة الداخلية لمجلس النواب اليمني المنتخب من أبناء الشعب اليمني، وهي لائحة تخول الرئيس الشرعي لنقل البرلمان للعاصمة المؤقتة الى أن يتم تحرير صنعاء تماما من الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح نظرا لعدم تمكن النواب من ممارسة أعمالهم في ظل احتلال صنعاء. الظروف القاهرة والأوضاع الأمنية في صنعاء والخطر الذي يهدد حياة أعضاء مجلس النواب هي التي أدت الى اتخاذ القرار الرئاسي اليمني العقلاني بنقل البرلمان اليمني الى عدن بصورة مؤقتة الى أن يتم التحرير الكامل لصنعاء. وهذه خطوة تقطع الطريق أمام الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح الانقلابية باسدال الشرعية المزيفة التي يحاولون بها انتزاع السلطة التي باركها أبناء الشعب اليمني وانتخبوها بمحض إرادتهم وحريتهم، فكل الاجراءات التي اتخذها الانقلابيون في صنعاء للقفز على الشرعية اليمنية هي اجراءات باطلة وغير قانونية. وعدم امكانية نواب البرلمان اليمني من أداء مهماتهم التشريعية والقانونية في مقر المجلس بالعاصمة صنعاءالمحتلة من قبل الميليشيات الحوثية والمخلوع الانقلابية هو سبب رئيسي لنقل مقر البرلمان الى عدن، وهو اجراء فوت على الانقلابيين تشدقهم بقيام سلطة يمنية في صنعاء رغم علمهم يقينا بعدم شرعيتها ومخالفتها للدستور اليمني وخروجها عن منطوق الشرعية اليمنية المنتخبة. وسائرالعمليات الارهابية التي تمارس من قبل الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح الانقلابية لن تثني الحكومة اليمنية الشرعية من ممارسة عملها في عدن، فانتقال البرلمان اليها وممارسة مهماته الدستورية يعطي دليلا واضحا على استمرارية الشرعية في أداء مهماتها والبدء في اعمار ما خلفته الميليشيات الانقلابية من دمار هائل سواء في عدن أو غيرها من المحافظات والمدن اليمنية. لقد بدأ رئيس الوزراء اليمني والمسؤولون في الاضطلاع بمهماتهم في عدن وأداء أعمالهم الرسمية لادارة البلاد، وهي بداية تمثل صفعة مدوية على خدود الانقلابيين، وتمثل في الوقت ذاته انتصار ارادة أبناء الشعب اليمني والاصرار على عودة الشرعية المنتخبة الى اليمن.