عادت التساؤلات حول أسباب تعثر الجسر البحري الرابط بين رأس تنورة وطريق الدمامالجبيل مجددا إلى الواجهة، رغم أن ما تبقى على إنجاز المشروع أقل من 25 % بأطوال لم تتجاوز 700 متر فقط، بعد اكتمال الأعمال بنسبة 75 % وإنشاء 9 معابر بحرية وأعمال سفلته مبدئية. ووفقا لعدد من أهالي محافظة رأس تنورة، فإن المدخل الوحيد بالنسبة لهم يعتبر غير آمن في حال حدوث أمر طارئ، مطالبين بسرعة تجدد العمل بغية إنجاز مشروع الجسر الذي سيضع حدا لأي معاناة. وبحسب عضو المجلس البلدي برأس تنورة متعب العتيبي، إنه عندما أقر تنفيذ الجسر لم يكن إقراره من قبيل اختصار المسافة أو الترف، وإنما لحاجة ملحة وضرورية جداً؛ كون المحافظة شبه جزيرة تحيط بها مياه الخليج العربي من ثلاث جهات؛ مما جعلها لا ترتبط بمن حولها من المدن الا بمنفذ واحد فقط، وإذا نظرنا لموقعها القريب جداً من اكبر معامل البترول في العالم وإحاطة انابيب البترول بها من جهاتها الأربع، مما يجعل الجسر ضرورة ملحة جداً، وقد قمنا بعدة مراجعات بهذا الشأن للجهات المختصة، وقد استبشرنا خيراً بإقرار المشروع ورصدت له الميزانية المطلوبة، وبالفعل بدأ تنفيذه مما أعطى انطباعاً جيداً لدى الأهالي بالشعور بمدى استجابة المسؤولين لما يهم المواطن، ولكن وللأسف توقف المشروع بعد أن بلغت نسبة الإنجاز ما يقارب 75 % منه بدون أي مبرر. وقال: قمت وزملائي أعضاء المجلس البلدي في دورته الثانية بمراجعة وزير النقل الأسبق اكثر من ثلاث مرات، ووعدنا في المرة الأخيرة باستكمال المشروع ولكن لم يتم أي شيء. وتساءل العتيبي: هل يعقل أن تترك المحافظة وسكانها تحت رحمة الظروف؟ وهل يعقل أن يتوقف المشروع بعد أن أنفق عليه ما يقارب نصف مليار ريال؟ ومن يتحمل مسئولية تعرض السكان لمخاطر نتيجة عدم وجود مخرج ثان لهم في حال حدوث كوارث -لا قدر الله-؟ من جهته، أفاد عضو المجلس المحلي ورئيس لجنة المناسبات بمحافظة رأس تنورة صالح القحطاني بأن جسر رأس تنورة هو المخرج الآمن للمحافظة ولموظفي معامل التكرير والموانئ، كما يعد شريان المحافظة، فضلا عن أنه يوفر الوقت والجهد على أبنائنا الطلاب الذين يكملون تعليمهم خارج رأس تنورة سواء طلاب الجامعات والمعاهد أو غيرها، وهذا الجسر شرعت في تنفيذه وزارة النقل منذ فترة ليست بالبسيطة، وفجأة ودون سابق إنذار توقف العمل فيه عندما شارف على الانتهاء، وعندما لاحظ أهالي المحافظة توقف المشروع المهم طالبوا بإكماله وذلك عن طريق مراجعتهم وزارة النقل، علماً بأن المجلس المحلي برأس تنورة قام بمراجعة فرع الوزارة بالمنطقة الشرقية، كما تمت مخاطبة وزارة النقل عدة مرات بصفة رسمية لم يحصل من خلالها المجلس سوى وعود مكررة. واكد القحطاني أن آخر زيارة لأعضاء المجلس المحلي أوضح فيها مدير فرع وزارة النقل بالمنطقة الشرقية أن مشروع تكملة الجسر تم طرحه وشرعت الوزارة في ترسيته على أحد المقاولين وللأسف الشديد لم يكن هناك جديد إلى يومنا هذا.