بعد عدة أسابيع من التذبذب الأفقي أنهى سوق الأسهم السعودية تداولات الأسبوع المنصرم على تراجع لافت بلغ 276 نقطة أي بنسبة 3.8% ويبدو أن الإعلانات الجيدة، خاصةَ تلك الصادرة عن بعض شركات البتروكيماويات لم تكن ذات أكثر إيجابي وهذا يشير إلى أن السوق بانتظار الشركات المؤثرة والكبيرة، التي لم يعلن أي منها عن نتائجه حتى الآن. أما من حيث السيولة المتداولة فقد بلغت حوالي 20.7 مليار ريال مقارنة بنحو 29.4 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، وهذا التراجع في السيولة يوحي بأنه لم تكن هناك عمليات بيع كبيرة وأن الأسعار ما زالت مغرية بالنسبة للمتداولين وأن ما حدث هو تصحيح مقبول حتى الآن ولم يصل إلى مرحلة الفزع. التحليل الفني لا شك أن فقدان دعم 7000 نقطة هو أمر سلبي للسوق، ولذلك بعد الكسر همّ المؤشر العام بالتوجه للدعم الثاني عند 6830 نقطة، التي من المتوقع ملامستها مطلع هذا الأسبوع، وحتى تعود الإيجابية للسوق فلا بد من العودة فوق 7000 من جديد، الذي سيحفّز السوق على مواصلة الصعود حتى مناطق 7500 نقطة وهي أحد أهم المقاومات خلال المرحلة الراهنة. لكن في نفس الوقت يجب مراقبة مستوى 6830 نقطة لأن كسره يعني أن السوق سيعمّق خسائره حتى 6500 نقطة. أما من حيث القطاعات فأجد أن قطاع المواد الأساسية أغلق نهاية الأسبوع الماضي على الدعم الأول عند 4800 نقطة ويبدو أنه سيرتد بشكل طفيف ثم يتجه للدعم الأهم عند 4630 نقطة وهي المنطقة التي أتوقع أن ينهي هبوطه عندها قبل أن يعاود الصعود مجددا. أجد أيضا أن قطاع البنوك نفذ نفس الخطوات تقريباً حيث أنهى تداولاته على الدعم الأول عند 4830 نقطة لكنه مرشح لتكوين قمة جديدة بدعم من البنوك الرئيسة في القطاع، خاصةً البنك الأهلي، لكن لا يجب إغفال أي كسر لذلك الدعم لأن القطاع حينها سيتجه نزولاً حتى مشارف 4630 نقطة. أسواق السلع العالمية يبدو أن المستثمرين حول العالم في مرحلة ترقب لتطبيق اتفاق أوبك حول تخفيض الإنتاج وكانت جميع المؤشرات تشير إلى أن الاتفاق بالفعل قيد التطبيق ولم يخالف ذلك سوى بعض المخاوف من أن الجانب العراقي لن يلتزم بنسبته من الخفض وهذا الأمر جعل أسعار الخام تراوح مكانها طوال الأسبوع الماضي بين مستوييّ 56-53 دولارا، أما من الناحية الفنية فإن خام برنت عند احترامه لمستوى 53 دولارا -وهو الحاصل حتى الآن- مهيأ وبدرجة كبيرة للدخول في مسار صاعد يستهدف مستوى 68 دولارا وهذا ينمّ عن احتمال ظهور تطمينات من الدول المنتجة للنفط بشأن الالتزام باتفاق فيينا خلال الأيام القادمة. أسواق الأسهم العالمية يبدو أن مؤشر داو جونز الصناعي بالفعل عند مقاومة تاريخية، فبالرغم من أن الكميات المتداولة مرتفعة بشكل لافت إلا أن المؤشر لم يتمكن من تجاوز عقبة 20000 نقطة لكن لا يمكن حتى الآن من الجزم بدخول المؤشر الأمريكي الأشهر في مسار هابط ما دام أنه محافظ على دعم 19700 نقطة.