بعد التحرك اللافت نوعًا ما للمؤشر العام خلال الأسبوع قبل الماضي عاد سوق الأسهم السعودية خلال الأسبوع المنصرم إلى مرحلة التذبذب الأفقي، حيث أنهى تداولاته الأسبوعية على انخفاض طفيف بلغ 11 نقطة فقط، وهذا الأمر يعود إلى حالة الترقب التي يعيشها المتداولون خلال هذه الأيام مع بداية موسم اعلانات نهاية العام والتي من المتوقع أن يتباين فيها الأداء بين القطاعات بشكل واضح؛ نتيجة التذبذب الكبير في أداء مختلف أنشطة قطاع الأعمال السعودي وما صاحب ذلك من مؤثرات داخلية وخارجية خلال العام الماضي. أما من حيث السيولة المتداولة للأسبوع الماضي، فقد بلغت نحو 24.9 مليار ريال مقارنةً بنحو 27.4 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، وهذا التراجع في السيولة رغم تسجيل قمة جديدة على المؤشر العام يبين أن الصعود الأخير لم يكن بسبب عمليات شراء حقيقي لكن لا يمكن الجزم بأن المسار الصاعد قد انتهى من غير كسر الدعم الأهم 7000 نقطة وإلا فإن الصعود مستمر وسيحقق السوق قمة جديدة ربما تلامس مستوى 7500 نقطة. ومن المهم جداً توضيح أن فترة الاعلانات غالباً ما تشهد تقلبات سعرية واضحة بسبب قوة أداء بعض الشركات وسوء أخرى، لذا من ا==طبيعي أن تظهر بعض الإشارات السلبية غير المؤكدة ثم تتغير نتيجة دخول سيولة شرائية ملفتة وقد يحدث العكس، لذا من المهم الانتباه لنقاط الدعم والمقاومة والتأكد منها؛ لأنها هي من ستكون الفيصل في اتخاذ القرارات في مثل تلك الأوقات. التحليل الفني من خلال النظر إلى الرسم البياني للمؤشر العام نجد أنه ما زال محافظًا على دعم 7000 نقطة رغم عمليات جني الأرباح التي شهدها السوق الأسبوع الماضي، والمحافظة على ذلك الدعم دليل على أن المسار الصاعد ما زال قائماً وأن هناك احتمالا كبيرا لمواصلة الصعود حتى مقاومة 7500 نقطة وعندها نراقب الحركة السعرية للسوق هل ستكون هناك مؤشرات فنية تدل على المواصلة أم تظهر تأكيدات على انتهاء المسار وبداية مسار تصحيحي طويل. وقبل تحليل القطاعات لابد من التنويه بأن هيئة سوق المال قد أقرت التشكيل الجديد للقطاعات حسب المعيار الدولي «GICS»، وهذا الأمر جعل البيانات التاريخية للقطاعات القديمة غير ذات فائدة؛ نظراً لتغير مكوناتها من الشركات بالإضافة إلى أن القطاعات الجديدة ليست لها أي بيانات تاريخية؛ لأن حساب البيانات سيبدأ من اليوم، لهذا سأستبدل تحليل القطاعات بتحليل الشركات القيادية. فنياً أجد أن سهم مصرف الراجحي ما زال يتداول في نطاق أفقي ضيق لا يتجاوز 3 ريالات منذ أكثر من شهر ونصف الشهر، وقد يكون ذلك الأمر إشارة إلى أن إعلان المصرف لنهاية العام سيكون إيجابيا وقد يسجل قمة جديدة، لكن لقوة الصعود السابق وتضخم المؤشرات الفنية دخل السهم في مسار تصحيحي أفقي وذلك لتهدئة المؤشرات ويبقى هذا هو السيناريو المحتمل ما لم يتم كسر دعم 62 ريالا. من جهة أخرى، أجد أن سهم سابك مازال محافظًا على دعم 90 ريالا رغم الموجة التصحيحية الأخيرة، التي جعلت السهم يتراجع بأكثر من 10% إلا أنه مازال محافظاً على مساره الصاعد، وهذا يرفع من احتمالية توجه السهم لتسجيل قمة جديدة ربما على مشارف 102 ريال وهذا يعني أنه ربما نشهد إعلانًا جيدًا لنهاية العام على هذه الشركة القيادية. أسواق السلع العالمية سجلت أسعار خام برنت الأسبوع الماضي قمة عليا جديدة هي الأعلى منذ عام ونصف تقريبا وذلك بعد دخول اتفاق أوبك حيز التنفيذ وبدأت الدول المتفقة خفض إنتاجها مثلما أعلنت المملكة عن هذا التخفيض الأسبوع الماضي، وما دام الموقعون على الاتفاق ملتزمين بحصصهم الجديدة فسيستمر النفط بالارتفاع وتسجيل أرقام عليا جديدة على الأقل خلال الربع الأول من هذا العام. فنياً أجد أن خام برنت ربما يدخل في موجة تصحيحية بسيطة ستعود بالأسعار إلى مشارف 53 دولارا للبرميل، وهذا التصحيح المرتقب لا شك أنه سيكون صحيا لأنه سيجعل الحركة السعرية تؤسس قاعدة جديدة تمكنه من الانطلاق إلى مستويات جديدة ربما تكون على مشارف 70 دولارا للبرميل. كذلك الحال على خام نايمكس، الذي اعتقد أنه يسبق برنت في الحركة السعرية هذه الأيام وذلك بسبب التقلبات اللافتة على أرقام المخزون النفطي الأمريكي حسب الأرقام الصادرة من وزارة الطاقة الأمريكية. والتصحيح الحالي على الخام اتوقع أن يعود بالأسعار لمستوى 50 دولارا قبل أن يبدأ مسارا صاعدا جديدا وهذا سينعكس إيجابا على الشركات النفطية الأمريكية وسيساعدها على الخروج من مساراتها الهابطة والدخول في مسارات صاعدة رئيسة. من جهة اخرى، أجد أن تراجع مؤشر الدولار الأمريكي قد خفف الضغط كثيرًا على أسعار الذهب، التي بدأت الحركة الفنية توحي بانتهاء المسار التصحيحي على المعدن الأصفر بعد احترام دعم 1124 دولارًا للأونصة، وهذا ما جعل المعدن الثمين يحقق ارتفاعات جيدة الأسبوعين الماضيين. واتوقع أن يبدأ الذهب هذا الأسبوع مسارا تصحيحيا ربما يعود بالأسعار حتى مشارف 1160 دولارا وباحترام هذا الأخير سيدخل المعدن في مسار صاعد سيتجاوز معه مقاومة 1220 دولارا بكل سهولة. أسواق الأسهم الدولية لم يكن يفصل بين مؤشر داو جونز الصناعي والمستوى التاريخي 20000 نقطة سوى أقل من نقطة واحدة فقط قبل أن يغلق تداولات الأسبوع الماضي، واتوقع أن يلامس المؤشر ذلك المستوى هذا الأسبوع وربما يتجاوزه قليلاً، ولا اعتقد أن هناك حركة هابطة على المؤشر الأمريكي الأشهر ما دام محافظا على مستوى 19700 نقطة لكن لا شك أن مؤشرات الأسواق الأمريكية متضخمة سواءً أكانت من الناحية الفنية أم من الناحية المالية. أما مؤشر فوتسي البريطاني فقد تمكن من تسجيل أعلى قمة في تاريخه وذلك بفضل التراجعات الكبيرة على الجنيه الاسترليني، الذي سمح لأسعار شركات سوق لندن بالتضخم والارتفاع، لكن مع ذلك فإن السوق الآن أصبح عالي الخطورة ومهيأ في أي وقت للانخفاض خاصة إذا تم كسر دعم 7100 نقطة.