أكد المفكر الدكتور إبراهيم البليهي على أن البشرية عاشت لقرون طويلة وهم يعتقدون أن الإنسان يولد بعقل جوهري جاهز، إلا أن الواقع ليس كذلك، فالإنسان يولد بقابلية فارغة مفتوحة قابلة للتشكل حسب البيئات التي ينشأ الانسان فيها. وأضاف خلال محاضرته «التشكل التلقائي للعقل» والتي ألقاها في منتدى حوار الحضارات بالقطيف، مساء أمس الاول، وأدارها علي البحراني، إن كل فرد يختلف عقله عن عقل الآخر، مشيرا إلى أنه لو عرف الناس كيفية تشكيل عقولهم لما حدث التعصب الشديد والاختلافات التي تؤدي الى التنافر الذي أفسد الحياة البشرية. وقال: ما زال الإنسان بدائيا رغم التطور البشري المحصور ربما في التقنية والبناء والاقتصاد، فيما مجال الاخلاق والفكر لا تزال بدائية في كل مكان، كما أن الحضارة البشرية شديدة الهشاشة لأنها مرتبطة بوجود المؤسسات والاتجاه السائد، وكلنا يعلم أن الازدهار والتطور قابل للتراجع بسهولة شديدة، ولكن التغير نحو الازدهار شديد الصعوبة. ويرى البليهي أن البشر هم في الواقع قطيع مسير، مشيرا إلى أنهم لو كانوا يعقلون ويفكرون بشكل مستقل؛ لما وصلوا إلى ما تعيشه المجتمعات من تنافر في الثقافات وتناحر شديد، حيث ترى كل فئة بأنهم على حق وغيرهم على باطل.