أكدت إدارة مهرجان جائزة الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل 1438ه - 2017م، أن شروط المشاركة في المهرجان لهذا العام جاءت بما يتواءم مع تطلعات المجتمع السعودي، وبما يتوافق مع قيمه ومبادئه، حيث إن المهرجان يأتي كمتوالية ثقافية متكاملة تعمّق من حضور التراث والأصالة في الحراك المعرفي والثقافي السعودي. وقال مهتمون بالمهرجان: إن شروط المشاركة تحاكي طموحات عشاق مزايين الإبل، وتتواكب مع المرحلة الوطنية التي تتطلبها للعبور إلى رؤية 2030، واصفين المهرجان بأنه الأكبر على مستوى العالم في مجاله، حيث يحضره ويتابع فعالياته الملايين، فيما يقدّر عدد الابل المشاركة فيه بأكثر من 20.000 رأس. وكانت إدارة مهرجان جائزة الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل أعلنت في وقت سابق عن شروط المشاركة التي انقسمت إلى ثلاثة أقسام، منها ما يتعلق بتنظيم حالة المشارك، ومنها ما يتعلق بالإبل المشاركة، وما يرتبط بالجمهور والحضور، وآخر للمحافظة على المرافق والخدمات المساندة والانضباط الأخلاقي مع المكونات المختلفة للمهرجان. وحرصت إدارة المهرجان على تقديم مهرجان وطني خالص تستثمر فيه القيم التاريخية والوطنية والثقافية إلى أقصى حد ممكن، وتفسح المجال لحضور أكثر مع الاستعانة بالتجربة السابقة للمهرجان، ففي جانب ضمان مشارك فعال يخدم أهداف التظاهرة التراثية والرياضية اشترطت إدارة المهرجان التسجيل الإلكتروني للمشاركwww.mzayeen.com، لاختصار الوقت والجهد، خصوصاً أن مدة الاستعداد والتجديد قصيرة، وبهدف التماشي مع خدمات التقنية، وهذا ما عكسه موقع المهرجان الذي استقبل عدداً كبيراً من التسجيلات مع مرور خمسة أيام فقط، ومن مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية. ولفتت الشروط الخاصة بالمشاركين انتباه الكثيرين حول دقتها وشموليتها، ومن أبرز الشروط التي يجب توفّرها في المشارك استخراج بطاقة مشارك، فذلك سيساعد في توثيق المناسبة في الجانب العلمي، ومن ذلك تأدية القسم بأن الإبل تعود لملكيته، أو أن والده أو أحد أبنائه أو أحفاده أو كلهم فقط هم من يشاركونه ملكيتها؛ وذلك لاستبعاد دخول مشاركين مستبعدين أو مؤجلين إلى المسابقة، من خلال أسماء أخرى تنطبق عليهم الشروط، وهو ما يشوّه روح التنافس الرياضي الشريف، ويتعارض مع سعي المسابقة إلى مشارك متكامل الجاهزية، ومثل ذلك يقال على العبث بالشكل الطبيعي للإبل وجمالها الفطري. وانسجمت الشروط مع القيم العربية الأصيلة؛ فليس من القيم الدخول في منافسة ثم الانسحاب منها، لذا منعت إدارة المهرجان انسحاب المشارك في أي فئة بعد بداية العرض، وهناك شروط عدة تدعو لاحترام الوقت الوارد في جدولة الحضور إلى ميدان التحكيم، وبداية العرض وكل ما يدور في جانب احترام وقت المهرجان سيجعل منه مناسبة سلسة وانسيابية، ويؤكد التقيد بالوقت كجزء مهم من الحياة، وجزء آخر من التقيد هو عدم الغش بسن الإبل المشاركة بتأكد المشارك قبل التسجيل من عمر إبله تأكداً تاماً، كما أن الإساءة للآخرين من المنافسين سواء بصورة مباشرة أو في القصائد والشيلات غير المباشرة يتنافى مع الفروسية العربية ونبلها، وكذلك التقيد بعدد الإبل في فئات الجَمل يقضي على عشوائية المشاركة، ولا يتفق مع الاستعداد للمنافسة القوية، مما يضعف جانباً من عرض الإبل أمام لجنة التحكيم والجمهور، إضافة إلى أهداف أخرى سيحققها المهرجان، وهو وجود شريحة إلكترونية لكل الإبل المشاركة أو البديلة أو التي يأتي بها أصحابها إلى منطقة المهرجان للبيع أو لغيره؛ وذلك في سبيل بناء قاعدة معلومات قابلة للتحديث للإبل في المملكة العربية السعودية ستسهم في إحصاءات علمية وبحثية تالية ضمن مشروع وزارة البيئة والمياه والزراعة. وأكدت إدارة المهرجان ألا يتجاوز المشاركون إلى أساليب تؤدي إلى العصبيات والنعرات، وكذلك إطلاق الأعيرة النارية، أو رفع عبارات مسيئة تؤدي إلى الشحناء والبغضاء التي نهى عنها ديننا الإسلامي الحنيف، فضلاً عن أنها تشتت الأذهان إلى غير الهدف الرئيس للمناسبة، وهو اللحمة الوطنية، واستظهار ما تنعم به بلادنا من وحدة وتماسك، حيث إن المهرجان يعدّ تجمعاً بشرياً كبيراً لا بد من الحرص منه على صحة المشاركين والإبل والزوار، والمحافظة على نظافة الموقع وعدم إهمال بقايا الأطعمة شرط ضروري لضمان مناسبة صحية يطمئن لها الفرد وأسرته، حيث ستقوم فرق البيطرة التي هيأتها وزارة البيئة والمياه والزراعة بفحص الإبل المحددة من قبل المشارك في مواقعها، وقبل بدء المهرجان بخمسة عشر يوماً في موقع المهرجان، وهذه المدة المقررة صحياً لضمان صحة الإبل وعدم تغيّر حالها، ولهذا الغرض حذرت إدارة المهرجان من اختلاط الإبل المشاركة مع إبل أخرى بعد الفحص وأثناء نقلها إلى منطقة المهرجان، كما طلبت ذكر أسماء المرافقين والمخالطين لهذه الإبل أو العاملين مع صاحبها؛ حفاظاً على سلامتهم وأمنهم الصحي. ودعت الإدارة الجميع إلى الإسهام معها في إخراج مناسبة رائعة وممتعة تحقق الدعوة الواضحة إلى تأمل خلق الإبل كما جاء في الآية القرآنية الكريمة: {أَفَلَا يَنظرونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خلِقَتْ}. وحول تأجيل مشاركة الإبل من خارج المملكة العربية السعودية، خصوصاً من المشاركين المعتادين في المهرجان كل عام، أكدت إدارة المهرجان أن التأجيل هذا العام جاء بسبب ضيق الوقت، والعام المقبل إن شاء الله سيتم ترتيب المشاركات الخليجية بشكل أكبر، وذلك في سعي إدارة المهرجان للوصول إلى إجراءات جديدة وأفكار تطويرية مثلما فعلت في المشاركة الداخلية، مبينةً أن المواطنين من دول مجلس التعاون يحقّ لهم المشاركة في مهرجان هذا العام حال كانت لهم إبل موجودة داخل حدود المملكة العربية السعودية.