شهدت حقبة ثمانينات وتسعينات القرن الهجري الماضي بروز أكثر من نجم في وسط فريق النصر، تركوا بصمات لا تمحى في تاريخ العالمي والتصقت اسماؤهم ببطولاته الذهبية في تلك الفترة الزمنية. من هؤلاء النجوم (الغزال الأسمر) يعقوب مرسال، الذي كان يتراقص بالكرة في الملعب ويمتع المشاهد بلمحاته الفنية العالية في صفوف فارس نجد أنذاك، وبعد اعتزاله هجر الأوساط الرياضية وتاه في غياهب النسيان الى ان استطاعت «الميدان» أن تخرجه عن صمته الطويل ليفتح قلبه لنا في مشوار ذكرياته الرياضية واستهل النجم النصراوي السابق ذكرياته بالحديث عن بدايته الكروية قائلا: - حكايتي مع البيبسي بدأت في النصف الثاني من عقد الثمانينيات الهجرية وعمري لا يتجاوز ال 18 عاما وكنت أجيد اللعب في سبعة مراكز ولذلك لقبت بالجوكر. واخترت النصر لحبي لهذا الكيان الشامخ وعشقي لنجومه الكبار امثال احمد الدنيني وسعد الجوهر وابو حيدر وغيرهم من النجوم الكبار. ومن ذكرياتي في بداية مشواري مع النصر انني كنت أعشق شرب المرطبات وبالذات البيبسي منذ صغري وعندما اتألق في التمرين يكافئني بعد نهايته رئيس النادي ورمزه الأول الأمير عبدالرحمن بن سعود «رحمه الله» باعطائي صندوق بيبسي لتحفيزي وتشجيعي واتذكر انه في إحدى المرات حضر المدرب الراحل بروشتش ومنع دخول البيبسي للنادي فتفاجأت بذلك عند وجبة العشاء فغضبت وغادرت المعسكر فورا إلى المنزل ولحق بي الأمير ممدوح بن سعود وطرق الباب ففتح والدي وسأله سموه: أين يعقوب؟ فأخبره برغبتي في عدم اللعب مجددا فطلب الأمير من والدي -رحمه الله- أن يتحدث معي وعندما خرجت له أراني صندوق بيبسي في سيارته فركبت معه وعدت للمعسكر وخضت المباراة في اليوم التالي وسجلت هدفاً. أما أغلى هدف سجلته فقد كان في مرمى أحمد عيد ضد الأهلي وفاز النصر يومها وكنت صغير السن حينها. - إصابة الرباط الصليبي ومن الذكريات كان هناك لقاء ودي بين النصر والشعلة من الخرج واستبعد المدرب بروشتش جميع لاعبي الفريق الاول باستثنائي فغضبت بشدة واخبرته بحاجتي للراحة مثلهم فأمسك -بروشتش- بأذني وقال لي بالحرف الواحد: لا تزال صغيرا في السن وينتظرك مستقبل باهر، وهذا سبب استدعائك فلعبت المباراة الودية في الخرج وتعرضت لاصابة شديدة بالرباط الصليبي. - أبو خالد يتابعني في لندن وأثناء تشخيص الاصابة عرضني الأمير عبدالرحمن بن سعود على أكثر من مستشفى في الرياض، لكنه أخبرني بتكفله بعلاجي في السويد فاخبرته برغبتي في إجراء العملية بلندن مع زميلي في المنتخب العماني سالم بركات فوافق بلا تردد، وأتذكر عند ذهابي للندن كان الأمير عبدالرحمن بن سعود يتصل علي بالصباح والمساء؛ ليتأكد بالتزامي ببرنامجي العلاجي ولا يكتفي بذلك بل كان رحمه الله يتصل بالمرافق الخاص معي من قبل السفارة؛ ليتأكد من التزامي بأنظمة البرنامج. وعندما بدأت بالجري اشتقت لكرة القدم، فأصبحت ألعب خفية دون علم أحد في ملاعب مدينة كوفنتري مع الأطفال فتفاجأت بالأمير عبدالرحمن يكلمني بلهجة حادة ويخبرني أنه يجب علي ادخار مهاراتي واستعراض لمحاتي الفنية لفريق النصر وليس أمام الأطفال، وسألت سموه وقد تملكتني الدهشة من أخبرك بهذا؟ فرد علي قائلا: تأكد أني أعرف كل شيء عنك. - وفاء نادر لرمز النصر وعندما عدت من لندن تفاجأت بوجود الأمير عبدالرحمن بن سعود في استقبالي بالمطار وحيداً، وأخذني بسيارته الخاصة وكانت هذه اللفتة الأبوية الحانية من سموه «رحمه الله» تعني لي الشيء الكثير، وتأثرت بهذا الموقف وأصبحت بعدها أجاهر بالقول إنني ألعب من أجل عبدالرحمن بن سعود أكثر من النصر لقربه من اللاعبين واهتمامه بهم ومعاملته الخاصة وكأنهم أبناؤه. - السهر على راحة اللاعبين ومن الذكريات الجميلة للرمز أنه كان أثناء معسكراتنا لا ينام أبدا حتى الصباح؛ ليتأكد من نوم جميع اللاعبين مبكرا وعدم سهرهم. - بروشتش الأفضل تسألني عن أفضل مدرب مر علي في نادي النصر فأجيبك إنه بكل تأكيد بروشتش، الذي تعلمت منه الكثير وساهم في تطوير مستواي. - معجب وعاتب على زوران مستوى فريق النصر هذا الموسم يدعو للاطمئنان، لكن الدوري طويل وفيه منعطفات كثيرة، وأود أن أضيف إن المدرب زوران ممتاز جدا وأرجو عدم التدخل في عمله ليقدم كل ما لديه من أفكار تدريبية رفيعة للنصر، رغم عتبي الشديد عليه لإبعاده حسين عبدالغني إذ لا يوجد في رأيي ظهير أيسر في النصر حاليا، وعكاش ليس بمستوى عبدالغني، ولكن في النهاية يجب احترام وجهه نظر المدرب. -الهلال لن يحقق الدوري أما توقعاتي لبطل الدوري فأعتقد أنه محصور بين الاتحاد والنصر، والنصر سينافس بقوة، والهلال سيعاني جدا بعد خسارته الماضية أمام النصر، وسيدخل في دوامة مع جماهيره وإعلامه؛ مما سيؤدي لزيادة الضغط على اللاعبين وإضعاف تركيزهم وبالتالي استمرار ضياع النقاط وأي هزة ستعصف بالفريق ومن أجل ذلك استبعدته من ترشيحي لبطل الدوري. - اعتزال الكرة وصلت لمرحلة إشباع كروي حين فكرت بالاعتزال، وقررت التوقف بدون مقدمات، وكان عمري 30 سنة، لكني ندمت على اعتزالي وكنت أتمنى أن يعود بي الزمن لألعب وأخدم نادي النصر مجددا ولو كنت بصحة جيدة ولعبت الآن اعتقد أني سأكون أفضل من بعض أفراد الجيل الحالي للكرة السعودية. يعقوب الخامس من اليمين بجانب مدربه السوداني حسن خيري «رحمه الله» بعد فوز النصر بكأسي الملك وولي العهد 1396ه يعقوب مرسال الأول من اليمين مع الأمير عبدالرحمن بن سعود «رحمه الله» وجوهر مرزوق وعيد الصغير وحسين الجبعاء وناصر الجوهر في رحلة خارجية للعراق 1388ه مرسال في لقطة حديثة مكرماً في ملتقى قدامى النصر ويظهر معه ناصر الجوهر وخالد بن دحم 1436ه