هناك أشخاص قِلّة حصل لهم شرف العمل مع القائد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله- في بدايات توحيد المملكة، أحد أولئك «الشيخ محمد المانع» من أوائل من انضمّ الى الديوان الملكي، ليكون المترجم الشخصي لجلالته. لقد ترك دراسة الطب في الهند، مفضلا أن يلتحق ببلاط المؤسس، ليكون أحد موظفي الديوان الملكي، كونه المترجم الشخصي للملك، مع الوفود الأجنبية بالإضافة الى ترجمة البرقيات المرسلة والمستقبلة من قبل قادة دول العالم، وبذلك اصبح من أهم موظفي شعبة الشؤون الخارجية بالديوان الملكي. فقد كان رئيس المترجمين، من الانجليزية والأردية الى العربية، وكان يساعده في ذلك أخوه عبدالعزيز، فقد كان والمجموعة التي تعمل معه، يمثلون القسم الأجنبي في الديوان الملكي، لقد توج هذه الخدمة بتأليف كتاب عن توحيد المملكة، والذي يعتبر من أفضل ما كتب عن الملك عبدالعزيز - رحمه الله-. في حين كان القائم بأعمال وزارة الإعلام في حينه، لقيامه بمتابعة الأخبار العالمية من خلال (المذياع) بالاستماع الى نشرات الأخبار من محطات دول العالم، مثل إذاعة (BBC) البريطانية، حيث يقوم بتلخيص الأخبار وتقديمها الى الملك، يوميا ليتمكن جلالته من متابعة أهم الأحداث العالمية، وخاصة أخبار الحرب العالمية الثانية، نظرا لعدم وجود وسائل إعلام محلية، مما أوجب بقاءه قريبا من جلالة الملك في حله وترحاله وغزواته. فكما نتذكر الأبطال الستين الذين شاركوا المؤسس في فتح الرياض بكل فخر واعتزاز، فإن الرجال المخلصين الذين شاركوه في بناء الدولة الحديثة، بدون شك لا يقل دورهم أهمية عن الفاتحين الأوائل (للمصمك) بالرياض، أمثال عبدالله بن سليمان وزير المالية - وإبراهيم بن معمر رئيس الديوان - محمد الدغيثر - محمد الشبيلي - محمد بن ضاوي - فوزان السابق. عبدالله النفيسي - عبدالله الفوزان، بالإضافة الى كبار مستشاريه من الدول العربية أمثال حافظ وهبة - خالد الحكيم - يوسف ياسين - فؤاد حمزة - خالد الغرقني.. الى آخر القائمة. لقد كانت نظرة الملك عبدالعزيز - رحمه الله- ثاقبة، عند اختيار من يعمل معه، وبالأخص المقربون منه بحكم وظائفهم، وقد كان الشيخ محمد المانع أحد رجال الملك الثقات، الذين حفظ لهم الود حتى بعد التقاعد. فكما أسلفنا أن المانع ترك دراسة الطب في الهند، الا أن حبه لهذه المهنة النبيلة، جعل الملك عبدالعزيز يصدر له ترخيصا لافتتاح مستشفى أهلي بمدينة الخبر، والذي كان نواة للعديد من المستشفيات حاليا، متوجا ذلك بكلية صحية ذات سمعة عالمية، رحم الله الملك عبدالعزيز وكل من شاركه في مرحلة التأسيس والبناء.