أثارت تحركات عسكرية مفاجئة ومباغتة لقوات التحالف والشرعية على مشارف العاصمة اليمنية صنعاء العديد من التساؤلات عن ساعة الصفر ومعركة الحسم المنتظرة. في تلك الأثناء، تمارس أمريكا ضغوطا مريبة على الحكومة الشرعية، حيث طالبت الخارجية الامريكية جميع الأطراف بدعم خريطة الطريق التي رفضتها الحكومة اليمنية، حيث قالت ان الوثيقة تمثل أساسا للتفاوض المباشر لتحقيق اتفاق سلام شامل ينهي الصراع، ويسمح للمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها بالوصول إلى اليمنيين. ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر الحكومة اليمنية إلى قبول خريطة الطريق الأممية، مؤكدا أن واشنطن تدرك أن الخطة «تتضمن خيارات صعبة». لكنه شدد على أن التسويات والتنازلات ستكون ضرورية لجميع الأطراف من أجل التوصل إلى تسوية مستدامة. وأوضح تونر أن الخطة «لم يكن يراد منها أن تكون اتفاق سلام نهائي، لكنها تطرح إطار عمل لإنهاء الصراع وعودة الأمن والاستقرار إلى اليمن، وهو هدف يجب أن يدعمه الجميع». الى ذلك عقد قائد المنطقة الثالثة اللواء عادل القميري صباح امس الخميس بمقر المنطقة العسكرية الثالثة اجتماعا ضم قادة ألوية المنطقة وأركان القوى البشرية والمالية والتسليح. وناقش الاجتماع العديد من النقاط المهمة على ضوء المستجدات العسكرية وفي إطار وضع آلية جديدة للتعاطي مع كافة المتغيرات والتعامل معها بموجب القانون العسكري. من جانبه أشاد قائد المنطقة بكل الجهود العسكرية التي تبذل من قبل قادة الألوية مقدرا تلك المساعي التي تبذل في سبيل استعادة الوطن من الأيادي اللتي انقلبت على إرادة الشعب وشرعيته. وفي إطار النقاش طرح اللواء القميري تفصيلا مهما للآلية الجديدة التي سيتم على ضوئها صرف المرتبات لكافة منتسبي الجيش الوطني وضمان استمراريتها على هذه الآلية. وفي نهاية الاجتماع حث قائد المنطقة على مواصلة الجهود ورفع المعنوية القتالية والعسكرية لدى الأفراد والبقاء بنفس الروح الوثابة لاستكمال مشروع التحرير واستعادة الوطن. فيما تواترت أنباء بوسائل إعلام محلية ب «عدن»، عن وصول طائرة روسية لمطار العاصمة المؤقتة، تحمل على متنها 200 مليار يمني، طبعت في العاصمة الروسية موسكو بطلب من الحكومة اليمنية، لصرف مرتبات الجيش والمقاومة وموظفي المؤسسات الشرعية. تعزيزات لتحرير صنعاء وقالت مصادر عسكرية: إن تعزيزات عسكرية لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وصلت، إلى مديرية نهم وصرواح في محافظتي صنعاءومأرب. وذكرت المصادر أن تعزيزات تضم دبابات ومدرعات حديثة وصلت إلى المديريتين لاستكمال تحريرهما من ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع. ومواجهات صرواح ونهم العنيفة بين قوات الشرعية والانقلابيين، حدت بقوات التحالف الدفع بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى محافظة مأرب شرق اليمن. فيما أعلن مسؤول عسكري يمني أن قوات الجيش والمقاومة الشعبية استعادت مواقع جديدة من الميليشيات في محافظة شبوة خلال اليومين الماضيين. وبحسب قائد أركان حرب كتيبة الحزم أحمد القيلي: «تقدم الجيش باتجاه منطقتي الساق والصفحة وقطع على الحوثيين خط بيحان، الرابط بين شبوة ومأرب والذي كانت تستخدمه الميليشيات في تهريب الأسلحة والمخدرات». كما تحدثت فرق الهندسة التابعة للجيش عن نزع 600 لغم زرعها الانقلابيون في محيط مدينة بيحان التابعة لمحافظة شبوة. كما شن طيران التحالف غارات جوية استهدفت مواقع وتجمعات ميليشيا الحوثي والمخلوع في محافظة البيضاء. وقال مصدر محلي ل«المشهد اليمني» إن الطيران استهدف ب 3 غارات جوية مواقع الحوثيين في معسكر اللواء 26 حرس جمهوري بمديرية السوادية. وأضاف: إن إنفجارات قوية دوت من داخل المعسكر فيما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المواقع المستهدفة. وكان التحالف قد استهدف المعسكر ذاته بثلاث غارات جوية مساء الأربعاء. توجيه رئاسي وتهانٍ في ذات الوقت، وجه الرئيس عبدربه منصور هادي بفصل محافظة البيضاء، عن محافظة ذمار، والعمل على استيعاب المقاومة الشعبية في الجيش. ونص التوجيه الرئاسي، لرئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، بتحويل المكاتب الإدارية إلى محافظة البيضاء، بدلا عن ذمار. وشملت الإدارات والهيئات التي سيتم فصلها، شركة النفط والمعادن والغاز، والهيئة العامة للبريد، والصندوق الاجتماعي للتنمية، والمؤسسة العامة للكهرباء، والمؤسسة العامة للاتصالات، ومؤسسة التأمينات الاجتماعية، وصندوق دعم المعاقين، وبقية المكاتب والصناديق والهيئات التي تخص البيضاء. وجاء توجيه هادي بناء على مذكرة مرفوعة من محافظ البيضاء، نايف القيسي، والتي أشارت إلى وجود شكوى دائمة واستياء عام من المكاتب التي تدار من محافظة ذمار. وفي سياق منفصل، بعث الرئيس هادي أمس الخميس، برقية تهنئة لكل من نظيره الغامبي أداما بارو، وملك مملكة تايلند ماها فاجيرا لونجكورن، هنأ فيها الأول بمناسبة فوزه ف بالانتخابات الرئاسية في بلاده، كما هنأ الثاني بمناسبة تنصيبه ملكاً لمملكة تايلند. وأكد هادي في برقيتي التهنئة حرصه على تطوير وتمتين علاقات التعاون بين بلاده وغامبيا وتايلاند في مختلف المجالات، معبراً عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات للرئيس الغامبي والملك التايلاندي، بدوام الصحة والسعادة، ولحكومة وشعب البلدين الصديقين المزيد من الرقي في ظل قيادتهما الرشيدة. كما بعث هادي؛ ببرقية تعزية ومواساة إلى نظيره الاندونيسي جوكو ويدودو وذلك في ضحايا الزلزال الذي ضرب إقليم أتشيه غربي اندونيسيا وأسفر عن سقوط العديد من الضحايا والمصابين. إنعاش خزينة المركزي وبحسب مواقع إعلامية يمنية؛ بالعاصمة المؤقتة أفاد مصدر، بأن طائرة «يوشن الروسية» وصلت ظهر أمس وعلى متنها 200 مليار ريال يمني كدفعة أولى من أصل 400 مليار ريال تمت طباعتها في موسكو. وأضاف المصدر، بحسب ما جاء بموقع «اليمن اليوم»: إن المبالغ ستصرف مرتبات لقوات الجيش والأمن في المناطق العسكرية السبع. ويعاني المركزي من شح السيولة النقدية، بعد نهب الحوثيين قرابة أربعة مليارات دولار من الخزينة بصنعاء، قبل قرار الرئيس هادي «الحكيم»، بنقل المركزي إلى العاصمة المؤقتة «عدن» بدلاً من العاصمة «المخطوفة» صنعاء. في تلك الأثناء، بدأت وزارة النفط اليمنية في تنفيذ أعمال صيانة شاملة لمصافي تكرير النفط بمنطقة صافر بمحافظة مأرب، وذلك ضمن خطة للحكومة لإعادة إنتاج النفط. وأوضح وكيل الوزارة، شوقي المخلافي في تصريح بثته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أمس، أن أعمال الصيانة الشاملة لمصافي التكرير بمنطقة صافر، تأتي ضمن خطة الحكومة لاستمرار المصفاة في تغذية السوق المحلية بالوقود وفق قدرتها الإنتاجية، مشيراً إلى أن الخطوة من شأنها تعزيز دور المصفاة في عملية تعافي الاقتصاد الوطني. ومن المقرر أن تستمر أعمال الصيانة 14 يوما بهدف الحفاظ على المصفاة واستمرارية إنتاجها بكامل قدرتها التشغيلية. من جهتها، أكدت السلطات الحكومية في محافظة حضرموت، إنقاذ 42 ناجيًا، من ركاب السفينة اليمنية التي تعرضت للغرق الثلاثاء الماضي، قبالة ساحل جزيرة سقطرى جنوب البلاد. وأوضح محافظ حضرموت، اللواء أحمد سعيد بن بريك، أن عمليات الإنقاذ وجهود البحث لا تزال مستمرة للوصول إلى ناجين. انتهاكات جديدة للميليشيات وفي سياق الانتهاكات التي تمارسها الميليشيات الانقلابية بحق مواطني اليمن، قال مصدر حقوقي ب«إب»: إن ميليشيات الحوثي وصالح ما زالت تواصل الاخفاء والتعذيب بحق أحد المختطفين من أبناء المحافظة، ما تسبب بتدهور صحته. وقامت الميليشيات بخطف نادر الصلاحي مدرب التنمية البشرية من العاصمة صنعاء قبل ثمانية أشهر. وقالت مصادر حقوقية نقلا عن أحد أقارب المختطف: إن الصلاحي تعرض وما يزال للتعذيب في سجون ومعتقلات الانقلابيين حتى شارف على الموت. وناشدت أسرة الصلاحي جميع المنظمات الانسانية العمل على إطلاق سراح «الصلاحي» لتلقيه العلاج، محملة الميليشيات كامل المسؤولية عما لحق وقد يلحق به، مؤكدة أنه ليس له أي نشاط سياسي ولا يوجد أي مبرر لاختطافه. ووثقت منظمة رصد الحقوقية بمحافظة «إب» تسع حالات للوفاة تحت التعذيب، منها 3 حالات في نوفمبر الفائت، فيما تواصل ميليشيات الانقلاب في صنعاء وبقية المحافظات التي تقع تحت سيطرتها، انتهاكاتها للحقوق والحريات العامة والخاصة منذ انقلابها على الشرعية في سبتمبر 2014م.