أوصى ملتقى «دور الخدمة الاجتماعية والوعي الفكري» بتفعيل دور مكاتب الإرشاد الأسري في رفع مستوى الوعي الفكري وتهيئة بيئة أسرية آمنة تحمي الأبناء من الانجراف مع التيارات المنحرفة والمشبوهة، وإضافة مقرر (تربية الأبناء في الإسلام) لطالبات وطلاب الجامعات كمتطلب إجباري لجميع البرامج الدراسية في مختلف التخصصات، لتقديم المنهج الوسطي في تربية الأولاد وتحصين مدارك الشباب وثقافتهم بأحكام الحدود الشرعية، كتحريم قتل النفس وحكم الاعتداء على الآخرين وخطورة الغلو والتكفير. كما أوصى الملتقى في ختام أعماله أمس بجامعة الأميرة نورة بالرياض بإنشاء مراكز أبحاث متخصصة داخل الجامعات تُعنى بقضايا الغلو والتطرف والانحراف لدى الشباب وتبادل المعلومات والتجارب بين الجامعات والمراكز ذات العلاقة داخل المملكة وخارجها، وتوظيف وسائل الإعلام الجديدة للحماية من التطرف، بعمل دورات تدريبية لطلاب الجامعات لتنمية التفكير الناقد، وتحصين الشباب. كما أوصى بتطبيق منح رخصة مزاولة مهنة الخدمة الاجتماعية وتجديدها بشكل دوري مع التأكيد على أهمية المؤهل العلمي التخصصي ووضع خطة تدريبية لتأهيل الأخصائيين الاجتماعيين في المؤسسات التعليمية لتحقيق الاكتشاف المبكر للانحراف الفكري واتخاذ التدابير العلاجية والوقائية اللازمة. ودعا إلى تعميم تجربة جامعة الأميرة نورة بتأسيس وحدة التوعية الفكرية في الجامعات، وعقد اتفاقية مشتركة بين مركز ابحاث كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة الأميرة نورة وكرسي الأمير نايف للدراسات الأمنية بجامعة الملك سعود لوضع خطة استراتيجية توظف من خلالها مشاريع بحثية مشتركة لدراسة القضايا والظواهر الاجتماعية المرتبطة بالأمن الفكري، وتشكيل لجنة مشتركة من الجهات الحكومية والقطاع الخاص لإعادة النظر في رؤية ورسالة لجان التنمية الاجتماعية على مستوى الأحياء وتطوير برامجها وتفعيل النوادي الشبابية التطوعية التابعة لها بما يساهم في تحقيق الأمن الفكري. وأوصى كذلك بتشكيل فرق تطوعية من الشباب الجامعي بإشراف تربوي لاستثمار قنوات التواصل الاجتماعي في التأثير على فكر الشباب وتوجيهه، واستثمار المدارس في الفترة المسائية لتفعيل العمل التطوعي وتنمية قدرات الشباب بالتعاون بين وزارتي التعليم والعمل والتنمية الاجتماعية وشراكة مؤسسات القطاع الخاص، وتفعيل دور الجامعة كحلقة وصل بين الطالب وجهات العمل بتوفير فرص العمل وإنشاء مشاريع استثمارية تنموية بالتعاون مع القطاع الخاص للحد من البطالة التي قد تمتد الى الوقوع في احضان الفكر الضال. وفي دراسة توصل لها باحثون في الأمن الفكري، تطرقت لها الدكتورة سلمى الدوسري في ورقتها أثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على القيم والأمن الفكري لدى الطالبات، الى وجود علاقة بين استخدام التقنيات الحديثة وتشكيل الهوية الوطنية للشباب وأمنهم الفكري، وتناولت ورقة عمل الدكتور عبدالله الرشود دور الخدمة الاجتماعية في تعزيز الوعي الفكري وأهمية تصحيح مفهوم الأمن الفكري لدى شريحة هامة في المجتمع وهم الطلاب الجامعيون بما يتوافق مع المبادئ الاسلامية وطبيعة النظام السياسي بالمملكة، منوهًا إلى اهمية معالجة الممارسات الخاطئة التي تهدد الأمن الفكري في المجتمع وتعوق عجلة التنمية في المملكة. واعتبرت الدكتورة سارة الخمشي في ورقتها التوجيهات المستقبلية لتعزيز الوعي الفكري أن الأمن الفكري ركن أساسي للتنمية. وبدوره، أوضح الدكتور عبدالله الجاسر في ورقة العمل التي قدمها أنواع الشخصيات التي يمكن أن تقع في التطرف الفكري ومنها الشخصية الانتقامية والباحثة عن مكانة أو عن الذات، الباحثة عن الإثارة والشخصية الهاربة من المشاكل الأسرية وغير قادرة على مواجهتها.