تعقد في المنامة اليوم، القمة ال37 لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالتزامن مع جولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على أربع دول خليجية، بدأت في الإمارات ثم في الدوحة التي وصلها أمس، على أن يتوجه اليوم إلى المنامة لحضور القمة ويبدأ بعدها زيارة رسمية، ثم يغادر الخميس إلى الكويت حيث يقضي فيها ثلاثة أيام. (للمزيد) القمة التي يتوقع مراقبون أن يسفر بيانها الختامي و«إعلان المنامة» عن مضامين مهمة خلال البحث في قضايا ساخنة، مثل الحرب في اليمن والأزمة السورية والأطماع الإيرانية وما تقوم به طهران من محاولة زعزعة استقرار المنطقة، خصوصاً دورها في اليمن، ستحضرها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، في زيارتها الأولى إلى منطقة الشرق الأوسط. وفي الدوحة، كان الاستقبال حافلاً لخادم الحرمين الشريفين الذي وصلها ظهر أمس، إذ اصطف على جانبي الطريق طلاب وطالبات المدارس مرحبين بالضيف، الذي أحاطت به فرقة الخيالة حتى وصوله إلى القصر الأميري مقر استقباله الرسمي، وحضر فولكلوراً من التراث القطري. وتسلم خادم الحرمين الشريفين من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد هدية تذكارية، وهي عبارة عن سيف المؤسس جاسم بن محمد آل ثاني. وأكد أمير دولة قطر في تصريح صحافي بمناسبة الزيارة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين، اعتزازه الشديد بالعلاقات الودية والتاريخية الوثيقة بين السعودية وقطر «التي أرسى دعائمها الآباء والأجداد، وحرصه على مواصلة تقويتها وتعزيزها وتطويرها لما فيه خير البلدين والشعبين الشقيقين ومصلحتهما». (راجع ص2و6و7) وفي موضوع القمة الخليجية، أوضح المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إدوين صمويل «إن حضور ماي القمة الخليجية يؤكد أن انتظام بريطانيا ودورها الفاعل في المنطقة لا يزال قوياً ولم يتأثر بالتصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي»، مؤكداً أن «الزيارة تظهر أيضاً أن العلاقات البريطانية - الخليجية كانت قوية في الماضي، وستبقى كذلك الآن ومستقبلاً». وأضاف: «مما لا شك فيه أن قرار رئيسة الوزراء ماي أن تكون الزيارة الأولى لها إلى منطقة الشرق الأوسط زيارة للخليج ومشاركة في أعمال القمة الخليجية رسالة بريطانية قوية بأن لندن لا تنسحب من العالم، خصوصاً المنطقة، بل تعزز علاقاتها مع الحلفاء والشركاء، كما تعني أن أمن ورخاء دول الخليج أولوية بارزة للحكومة البريطانية، فعلاقاتنا تتعدى المصالح الاقتصادية والتجارية إلى علاقات استراتيجية وشراكات في مختلف المجالات». وفي مقابلة لوكالة الأنباء البحرينية، قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني، أمس إن الدورة ال 37 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون تأتي في وقت بالغ الأهمية، خصوصاً في ظل التحديات التي تواجه المنطقة. وأوضح أن أمام قادة دول المجلس ملفات عدة تشمل مختلف مجالات التعاون المشترك سياسياً واقتصادياً وأمنياً واجتماعياً، إضافة إلى تقارير العمل المشترك المرفوعة من المجلس الوزاري واللجان الوزارية المختصة والأمانة العامة. وشدد على أن الأوضاع الاقتصادية من أهم التحديات التي تواجه مجلس التعاون، والتي أدت عند تأسيس المجلس إلى إقرار الاتفاق الاقتصادي وإنشاء السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي والعديد من الهيئات الاقتصادية الخليجية. وعن الأوضاع الأمنية في المنطقة، أكد الزياني أن دول المجلس مدركة لكل التحديات الأمنية التي تواجهها «ولن تتردد في اتخاذ جميع الإجراءات التي تحفظ أمنها واستقرارها والدفاع عن سيادتها واستقلالها ومصالحها».