¿ دائما ما تكون المواجهات التي تجمع أعرق أندية أسبانيا ريال مدريدوبرشلونة تحمل طابعا ونكهة مختلفة عن سائر المباريات الكبرى في جميع الدوريات المختلفة حول العالم، لما يمتلكه «كلاسيكو الأرض» من عراقة وتاريخ ولاعبين ومدربين وصحافة وجمهور يجعل من هذه المباراة سهرة سينمائية تتكرر مرتين في الموسم على الأقل يجلس من خلاله ما لا يقل عن 500 مليون شخص حول العالم متسمّرين عند شاشات التلفاز لمشاهدة كل من ميسي وكرستيانو وانييستا ومودريتش وراموس وبيكيه وغيرهم من النجوم الذين أثروا ساحة الكلاسيكو خاصة في السنوات الخمس الأخيرة. ¿ وتعتبر مباراة اليوم نقطة تحول شبيهة بمثيلاتها من المباريات خاصة في الموسمين الماضيين، حيث يسعى ريال مدريد إلى الفوز خارج الديار في ملعب الكامب نو من أجل توسيع الفارق إلى تسع نقاط وبالتالي الابتعاد والانفراد بمركز الصدارة، بينما يسعى أصحاب الأرض إلى استغلال ملعب الرعب وهتافات 90 ألف مشجع من أجل الفوز وتقليص الفارق إلى ثلاث نقاط والاقتراب من كتيبة زيدان. ¿ غير أن الكلاسيكو شهد في المباريات الأخيرة وخاصة في الموسمين الماضيين أمورا قد تتكرر هذا اليوم إن حدثت تتمثل في أن مباريات الفريقين في الموسمين الماضيين كانت نقطة تحول للفريقين سواءً بالسلب أو بالإيجاب ظهرت نتائجها جلية بعد المباراة بشكل سريع. ¿ ففي موسم 2015، وبعد أن كان الريال يتصدر المشهد بتحقيقه لقب دوري الأبطال الموسم الماضي وتعثر البدايات لغريمه التقليدي برشلونة واحتمالية إقالة لويس انريكي من على هرم الجهاز الفني بعد المشاكل التي حدثت بينه وبين البرغوث ميسي، كانت مباراة الكلاسيكو التي جمعت الفريقين في الدور الثاني نقطة تحول لمستواهما، حيث فاز برشلونة على الريال بهدفين واستطاع بعد ذلك أن يغير ثوبه المليء، ولتتوالى الانتصارات وليختتم الموسم بثلاثية تاريخية هي الثانية له على مر تاريخه، حيث أجمع الكل على أن مباراة الكلاسيكو كانت هي نقطة التحول والتي أدت فيما بعد إلى خروج مدريد خالي الوفاض من الموسم. ¿ وفي الموسم الماضي، وبعد تحقيق برشلونة انتصارا أذل به قلعة البرنابيو برباعية نظيفة، وإقالة بينيتز من على رأس الجهاز الفني لمدريد، أجمع الكل على أن الريال (سيخرج من المولد بلا حمص) كما يقال، وأن برشلونة في صدد تحقيقه الألقاب الثلاثة للمرة الثانية على التوالي، غير أن زيدان استطاع أن يفوز على البرسا في قلعة الكامب نو، وليتغير مسار الفريقين، وليخرج برشلونة من دور الثمانية من دوري الأبطال وليستمر الريال في تحقيق الانتصارات وليختتم مشواره بتحقيق اللقب الحادي عشر في عصبة الأبطال. ¿ وسيكون لهذا الكلاسيكو نفس الأجواء من حيث نقاط التحول، ففوز البرشا سيعيد الثقة مرة أخرى للقلعة الزرقاء، بينما انتصار الريال سيعزز الثقة لكتيبة زيزو التي تسعى للمحافظة على مكتسبات الفريق الحالية وتصدره لليجا الأسبانية بفارق ست نقاط عن أقرب منافسيه.