يقول الشاعر وقلوبنا تقول معه: على ضفاف الهوى مرت مواكبهم الأرض تعرفهم والبحر والفلك أنَّى استراحوا أراحوا واستفاق هوىً وكيفما حلَّقت أحلامهم ملكوا عاشت المنطقة الشرقية طيلة الأسبوع الماضي أفراحاً، مبتهجةً بزيارة قائدها وملكها «سلمان العزم والحزم»، مرحبةً به بين محبيه من أبنائه وأخوانه. ترى ماذا يعني أن يكون الحاكم بين أبنائه وأهله وشعبه، وماذا يعني التفاف الشعب حول قيادته؟ الحب لا تستطيع أن تخفيه، فهو يعبِّر عن نفسه، إن ساعاتنا في الحب لها أجنحةٌ تطير بصاحبها إلى حيث «المحب» ولا يمكن للحب أن يكون صادقاً إلا إذا كان متبادلاً بحبال المودة والرفق والولاء فهي أقوى أنواع الحبال التي تربط الحاكم بشعبه في علاقةٍ تبادليةٍ، «سلمان الحزم والعزم» كنتم بين محبيكم في المنطقة الشرقية، بين أبنائكم وإخوانكم الذين وجدوا فيكم- بعد المولى عزَّ وجل– أمناً واستقراراً، وهناءة حياة ورغد عيش، سعداء جداً بتشريفكم لمنطقةٍ تكنُّ لكم كل الحب والإجلال، فمشاغلكم الجسيمة– محلياً ودولياً وإقليمياً وعالمياً– لم تقف حائلاً بينكم وبين هذه الزيارة الميمونة ولافتتاحكم مشاريع الخير في زيارة الخير لمنطقة الخير، فالشرقية كانت وما زالت وستبقى محل اهتمامكم الأبوي ورعايتكم كقائد نذر نفسه لخدمة رعيته، وليس هذا بالغريب فقد رأيناه عهداً ينتقل بين كل حكام الدولة السعودية من عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز آل سعود– طيب الله ثراه– ومروراً بكل أبنائه الملوك– يرحمهم الله– ووصولاً بالملك سلمان أمد الله في عمركم وأبقاكم عزيزاً بين شعبكم، قوياً أميناً في حكمكم. يقول عمرو الطائي: «إذا شئت أن تقتاس أمر قبيلةٍ وأحلامها فانظر إلى من يقودها»، إن أحلام شعبك يا ملكاً سكن القلب والحشا دائماً تتطلَّع إلى الثريا لأنك قلت مقولتك الشهيرة إن شعبك هو أول اهتمامكم، وانكم تريدونه أن يكون دوماً في المقدمة، ومن هنا جاءت رؤيتكم الشاملة لكل أنواع التخطيط التنموي والاقتصادي التي أذهلت شعبك والعالم أجمع، فقد ظهر للجميع أن خادم الحرمين الشريفين له «يد» تبني في السعودية مجداً وعزاً و «يد» أخرى تذود عنها كل أنواع الشر والعدوان، لذا فلا غرابة أن تحتل السعودية الصدارة عالمياً في سياستها الحكيمة وفي إنجازات أبنائها الذين تقدموا باختراعاتهم – عالمياً – في مختلف ميادين الطب والعلوم والرياضيات والصناعة والفلك. إن هذه الزيارة الميمونة ما هي إلا تعبير عن التلاحم الحيوي بين الملك ومواطنيه، كما وازدانت المنطقة الشرقية بافتتاح العديد من المشاريع التي ستدر نفعاً وخيراً على وطننا الغالي وشعبه الأبي، وجاءت خاتمة الزيارة الكريمة في رعاية جلالته لإطلاق أكبر خمسة من المشاريع النفطية العملاقة: 1- مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بالظهران. 2- مشروع خريص العملاق أحد آخر الحقول الكبيرة العملاقة التي تم اكتشافها في العالم. 3- مشروع حقل منيفة خامس أكبر حقول النفط في العالم. 4- معمل الغاز في واسط وهو أحدث معمل للغاز سيساعد في تلبية احتياجات المملكة من الطاقة. 5- توسعة حقل شيبة وهو واحدٌ من أكبر المشاريع النفطية على مستوى العالم. تنوعت المشاريع بين علمية وإثرائية وتنموية واقتصادية فهي نعمة منَّ الله بها علينا، وهي خير هديةٍ من الملك سلمان للمنطقة الشرقية، هذه الزيارة هي الأولى بعد توليه الحكم يحفظه الله ويرعاه، وقد اجتمعت فيها «خير السماء بغيثها وخير الزيارة بعطاياها». سيدي خادم الحرمين الشريفين: حفظكم الله ورعاكم أينما كنتم، حللتم أهلاً ووطئتم سهلاً، وغادرتم بحفظ المولى ورعايته سالمين متطلعين لزيارتكم الثانية بكل شوقٍ وحب.