وجه عدد من المثقفين تحية شكر وتقدير وعرفان لوزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وزيرها الدكتور عادل الطريفي وجميع القائمين والمحتفين والمساندين لمؤتمرالأدباء الخامس بالرياض لتكريم شعراء سعوديين رواد ما كان له أعمق الأثر في النفوس واثراء الجانبِين المعنويّ والإبداعيّ لديهم للإسهام في إنتاج أدب مميز وهذه اللفتة لا تنسب لشخصٍ ولا لمرحلة، بل لمؤسّسة متكاملة لها رؤيتها النّاضجة. بصمة وفاء بداية تحدثت الناقدة والاكاديمية أسماء الأحمدي قائلة: «إن مسيرة العظماء من المبدعين والمثقفين، ليست عابرة على هامش الحياة، بل هي محطات مشرقة، ومفاصل زاهية ساطعة، من المحال القفز عليها، أو تجاوزها؛ لأنها منقوشة في جبين التاريخ الذي سطّرها بأحرف من نور، وما الجهود الرامية إلى تكريم الأدباء والمبدعين ممن تركوا بصمات الوفاء والإخلاص والتميُّز في مواقع عملهم إلا إسهام ممَّن عرف قيمة الإبداع والفن». ومن هذا المنطلق جاء مؤتمر الأدباء الخامس بفعل الأوفياء نموذجًا خالدًا، فكان تكريم الرُّواد مثلجًا للصَّدر ودامعًا للعين، وإن كانت وقفةً بدهية للمؤسّسات الثّقافيّة حين تُدرك قيمة العمل بهمّة وأمانة بعيدًا عن التّقليديّة والنَّمطيّة. وتتابع الأحمدي: «كما كان لتكريم مَنْ خدم الوزارة أمثال القامات العظيمة د.عبدالعزيز السبيل ود.عبدالعزيز خوجة -حفظهما الله- وتكريم المؤسَّسات الثقافية، وثلاثة عشر شاعرا أصدروا دواوينهم قبل عام 1400ه، كان لتكريمهم أعمق الأثر في نفوس المثقفين ورفع الجانبين المعنويّ والإبداعيّ لديهم؛ للإسهام في إنتاج أدب سعوديّ -مستقبلًا- والمُشاركة الفاعلة في نهضةِ الفكرِ والثّقافة، وممّا لا شكّ فيه أنّ هذه اللفتة لا تنسب لشخصٍ ولا لمرحلة، بل لمؤسّسة متكاملة لها رؤيتها النّاضجة منذ العتبة الأولى في عام 1374ه». فعل ثقافي وصف الكاتب شتيوي الغيثي التكريم بأنه فعل ثقافي يجب الإشادة به فهو اعتراف بأهمية بعض الأسماء بعد غياب سنوات طويلة قائلا: «جميلة هذه اللفتة من وزارة الثقافة، خاصة أن بعض من الشخصيات الأدبية المكرمة غابت عن المشهد الثقافي مدة طويلة وإعادتها إلى الواجهة بهذا التكريم عمل ثقافي بحد ذاته لكن الإشكالية إن هناك شخصيات أخرى أولى بالتكريم ولكن يبقى التكريم بحد ذاته فعل ثقافي تجب الإشادة به، فهو اعتراف بأهمية بعض الأسماء بعد غياب سنوات طويلة». مقام الشعر تهاني الصبيح عضو مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي قالت: تكريم الشعراء المخضرمين في مؤتمر الأدباء الخامس هو تكريم للفكر وتكريم للفن وتكريم للسبق الأدبي ممتداً من ظل أمة تعشق البيان ويطربها السحر المتدفق على ألسنة الملهمين، فوزارة الثقافة والإعلام هي الملاذ الذي يسكنه الأديب لأنه يشعر بمكانته الحقيقية في قلب وطن مترامي الأطراف ينبض بالتقدير والإشادة. فالمؤتمر بتكريمه الشعراء أعلى مقام الشعر ومنح الشاعر مقاماً ليعرف الناس أن الشعر مازال ديوان العرب ومازال نبضاً لروح الأمة وحضارتها وعنواناً لنهضة الشعب وتميزه لا أملك إلا تحية تقدير وعرفان باسم الشعر وباسم الكلمة الجميلة، التي لا تموت أبداً أقدمها لوزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وزيرها الشاعر الدكتور عادل الطريفي وجميع القائمين والمحتفين والمساندين لمؤتمر الأدباء الخامس بالرياض، الذي كان للغة فيه عرس يفخر به الأدب كله. الأجناس الأدبية الشاعر سعد الغريبي تمني الا تكون الأقدمية وحدها سببا للتكريم قائلا: «بداية أبارك للشعراء المكرمين هذا التكريم، ولا شك في أن أي تكريم هو مدعاة للمزيد من البذل والعطاء ليس للمكرمين فحسب وإنما لغيرهم من المبدعين لينالوا ما ناله هؤلاء، وهي التفاتة جميلة من وزارة الثقافة والإعلام لهذا اللون من الإبداع، وأرجو أن تواصل الوزارة هذا النهج التكريمي، لكن المبدعين في الأجناس الأدبية الأخرى يتساءلون -ويحق لهم هذا- لماذا الشعر وحده؟ أليس المؤتمر للأدباء وليس للشعراء وحدهم؟ ثم إن عندي تحفظا على أن تكون الأقدمية وحدها سببا للتكريم بغض النظر عن جودة المنتج الشعري ومواصلة الشاعر إبداعه». وفاء ونبل واعتبر الشاعر أحمد اللهيبي ان تكريم الشعراء وفاء جميل ونبل تشكر عليه الوزارة قائلا: «لا شك في أن التكريم مطلب لكل شاعر وأديب قدم عصارة فكره وادبه، وامضى عمره للتعبير عن مشاعره تجاه الحب والوطن والانسان، وما قامت به الوزارة من تكريم عدد من الشعراء الذين أصدورا دواوينهم الشعرية قبل عام 1400 يعد وفاء جميلا ونبلا اخلاقيا تشكر عليه الوزارة، وهو مطلب بين الحين والآخر، فالتكريم في حياة الشاعر أهم كثيرا، والحقيقة ان التكريم مطلب ايضا لكل الابداعات الأخرى في القصة والرواية والنقد والمسرح وغيرها». مسيرة إبداع ووصف الناقد أبوالمعاطي الرمادي التكريم بأنه تكملة لمسيرة ابداع ووصل للماضي بالحاضر وهو من أسعد اللحظات في حياة الشاعر بعد لحظة ميلاد قصيدة جديدة تجسد رؤيته وتنقل مشاعره، لحظة التكريم؛ ففيها اعتراف بصدق التجربة، وقيمة الفن، وأهمية المسيرة، وتبلغ السعادة مداها عندما يكون التكريم من مؤسسة رسمية من مؤسسات الدولة، وفي احتفالية كبرى يتابعها القاصي والداني، داخل الوطن وخارجه. إن حرص وزارة الثقافة السعودية على تكريم أحد عشر شاعرا وثلاثة شعارات ممن صدرت لهم مجموعات شعرية قبل عام 1400 في مؤتمر الأدباء السعوديين القائمة فعالياته هذه الأيام، حرص على الأصالة، وحرص على استمرار مسيرة الابداع، ووصل للماضي بالحاضر. فالتكريم الذي تم بالأمس ليس مجرد هدية تذكارية؛ انه اعتراف بأن المكرمين جزء من تاريخ المملكة.