رغم تسارع الأحداث في الوسط الرياضي في الموسم الحالي بدءا بتغريدة الدكتور عبداللطيف بخاري وما تلاها من ردود فعل غاضبة مرورا بنتائج لجنة توثيق البطولات، التي كانت بمثابة سكب الزيت على النار وأخيرا انتخابات اتحاد كرة القدم وما صاحبها من اتهامات وطعون متبادلة بين المرشحين، إلا أن تلك الأحداث لم تحجب مشكلة اللاعب المخضرم حسين عبدالغني مع ناديه النصر، التي لاحت في الأفق منذ بداية الموسم وأصبحت حديث الشارع الرياضي طوال الفترة الماضية. فاللاعب الأربعيني ورغم مواظبته على التدريبات وانضباطه خارج الملعب إلى جانب حماسه المتدفق وروحه القتالية ورغبته الدائمة في الانتصار إلا أنه فنيا لم يقنع المدرب الكرواتي زوران ماميتش، الذي أبعده عن المشاركة في بعض المباريات القوية، كما حدث أمام الوحدة والأهلي والاتحاد قبل أن يسقطه تماما من حساباته في المباريات المقبلة بعد الخسارة المفاجئة أمام التعاون، التي أكدت للمدرب أن وجود اللاعب لن يضيف شيئا للفريق، بل يشكل عبئا ونقطة ضعف واضحة، خصوصا أن مركز الظهير الأيسر بات مسرحا لعمليات الفرق المنافسة، التي تنطلق منها هجماتها من أجل الوصول للمرمى الأصفر. وهذا القرار الشجاع، الذي اتخذه المدرب الصارم زوران أيده عدد من نجوم النصر السابقين أمثال الأسطورة ماجد عبدالله ويوسف خميس وفهد الهريفي وناصر الفهد سواء من خلال البرامج الرياضية أو الصحف اليومية أو مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أكدوا أن وجود عبدالغني لن يفيد الفريق فنيا، ويجب أن يتوقف احتراما لتاريخه وفي نفس الوقت افساح المجال لغيره من اللاعبين الشباب. ولم تذهب جماهير النصر بعيدا عن هذا التوجه، حيث اجمعت عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» على ضرورة اعتزال قائد الفريق، وأكدت أن للسن أحكاما، ومن الصعب أن يأخذ اللاعب زمانه وزمان غيره، ولو كان الأمر كذلك لما اعتزل الأسطورة ماجد عبدالله وغيره من نجوم الفريق. وأشادت الجماهير بما قدمه عبدالغني خلال السنوات الماضية، التي ساهم خلالها في تتويج الفريق بثلاث بطولات، مشيرة إلى أنه وفى وكفى وحان وقت الرحيل. وتبقى الحقيقة، التي لا يمكن طمسها أو تجاهلها بأي حال من الأحوال أن اللاعب حسين عبدالغني، الذي أمضى في الملاعب أكثر من عشرين عاما، حقق خلالها الكثير من البطولات، التي تضاهي انجازات الكثير من الأندية لم يعد قادرا على العطاء، كما كان في السابق نظرا لتقدمه في العمر وعدم قدرته العضلية على مجاراة منافسيه، وبالتالي حان الوقت لكي يترجل ويتخذ قرارا شجاعا يعلن من خلاله اعتزال كرة القدم للحفاظ على تاريخه الحافل بالإنجازات سواء مع المنتخب أو ناديي الأهلي والنصر، ولكن يبقى السؤال المطروح: هل سيفعل عبدالغني ذلك خلال الأيام المقبلة ويقدم مصلحة الكيان على ما سواها أم سيصر على اللعب ويسعى لإثارة القلاقل للإطاحة بالمدرب الشجاع؟؟