تأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين للمنطقة الشرقية، كأول زيارة يقوم بها منذ توليه قيادة البلاد، وهي تعكس الاهتمام الكبير الذي يوليه لهذا الجزء من وطننا الغالي، كما أن لقاء القائد بشعبه فرصة ثمينة لتقوية الرابط بينهما وتوطيد العلاقة، عبر اللقاء المباشر والحديث الواضح والصريح، التقيت بخادم الحرمين الشريفين في لقاء خاص قبل عدة سنوات، بمعية سماحة الشيخ حسن الصفار وعدد من المهتمين بالشأن الوطني العام من محافظة القطيف، وذلك عندما كان أميرا لمنطقة الرياض، وبالرغم من موقعه بإمارة الرياض، إلا أنه كان مهما ورئيسيا في إدارة البلاد من ذلك الوقت، حيث كان اللقاء من أجل طرح العديد من المسائل الوطنية، رغبة في تدخله وقيامه بالعمل على حلها، فمكانته ودوره رئيسي وكبير، والشاهد في الأمر تأكيده بعد اللقاء، على ضرورة زيارتنا لدارة الملك عبدالعزيز - التي يرأس مجلس إدارتها - هذه المؤسسة التي تعتبر صرحا ثقافيا مهما جدا بالنسبة للبلاد في جوانب كثيرة ومختلفة، ويعكس اهتمامه الخاص بها، اهتمامه الثقافي الواضح، فخادم الحرمين الشريفين يعتبر من أبرز القادة المقربين للمثقف، على مر العقود الماضية، لذا قمنا فعلا بتلك الزيارة، وتجولنا في جنبات ذلك الصرح الوطني الهام الذي يسجل الكثير والكثير من تاريخ هذا البلد، والأحداث التي مرت به، لذا ليس غريبا اهتمام خادم الحرمين الشريفين أيضا بافتتاح الصرح الحضاري البارز، مركز الملك عبدالعزيز الحضاري بالمنطقة الشرقية، وذلك انطلاقا من اهتمامه الخاص والمميز، بالأنشطة الثقافية المختلفة، كما يأتي إعلان صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز إقامة مكتبة بالمنطقة الشرقية، تحمل اسم الملك سلمان بن عبدالعزيز، إيمانا منه بأهمية مثل هذه المشاريع الثقافية للملك، وتفاعله معها. لذا، ونحن نستقبل هذا القائد في هذه الأيام، فإننا نستقبل قائدا مثقفا ذاع صيته في هذا الجانب، في الداخل والخارج، أما الجانب الآخر، فإننا نستقبل قائدا استطاع أن يحفظ هذه البلاد بأمن وأمان، فوسط هذا البحر المتلاطم من القلاقل التي تحيط بمنطقتنا، فإننا نعيش في هدوء يحسدنا عليه القاصي والداني، في راحة قل مثيلها، وقد لا يحس بهذه النعمة بشكل واضح، إلا من اكتوى بنار الحروب والقلاقل، وشاهد الويلات التي تعصف بالآخرين. لذا، فإننا بالمنطقة الشرقية، وبمحافظة القطيف تحديدا، نرحب بمقدم خادم الحرمين الشريفين أجمل ترحيب، ونتمنى له طيب الإقامة واستمرار التواصل مع مختلف محافظات المملكة، لما فيه خير وقوة لنا جميعا، خاصة وأن أمثال هذه الزيارات تحمل دائما بشائر خير ونماء، عبر افتتاح العديد من المشاريع، التي ستنعكس على المجتمع إيجابيا، مؤكدة استمرار عجلة التنمية والبناء. يقول الدكتور هاني الملحم أبياتا شعرية جميلة بهذه المناسبة استقطع منها... (تهفوا لكم «هجر» كم حنت طلائعها وفي القطيف وفي الدمام محتفل) نعم يحتفل كافة أبناء المنطقة الشرقية بمقدم خادم الحرمين الشريفين، بمختلف محافظاتها، تأكيدا على الولاء للقيادة، وتعبيرا عن الحب والتقدير لهذا الرجل الكبير، حفظ الله خادم الحرمين الشريفين في حله وترحاله، وحفظ الله وطننا من كل سوء.