وصل إلى الرياض أمس المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ أحمد الذي أعلن استئناف جهود إعادة إطلاق مشاورات السلام في اليمن، وبعد يومين سيلتقي بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في عدن، كما يزور الكويت لذات الغرض. فيما تلقت ميليشيا الحوثي ضربة موجعة، حيث قتل «ياسر المطري» مسؤول الإعلام الحربي بقناة «المسيرة» الناطقة باسم الميليشيا بقصف لقوات التحالف العربي قبالة الحدود اليمنية السعودية بمحافظة صعدة. كما قتل مشرف ميليشيا الحوثي بجبهة البقع، محمد بن راية بمنطقة المقاش بنفس المحافظة، ونفذت قوات الجيش السعودي، والقوات اليمنية، عمليات نوعية في جبهة علب وباقم بالمحافظة. هادي يبشر اليمنيين من جانبه قال وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي لفرانس برس: إن ولد الشيخ أحمد سيلتقي «خلال اليومين المقبلين الرئيس عبد ربه منصور هادي» في عدن. وأضاف: إن حكومته ستسلم في هذه المناسبة «ردها على خارطة الطريق» التي اقترحتها الأممالمتحدة دون مزيد من التفاصيل. والتقى موفد الأممالمتحدة أمس الأحد في الرياض دبلوماسيين أجانب، حسب مصدر دبلوماسي غربي. وكان الموفد قام بزيارة الى سلطنة عمان، حيث التقى ثلاث مرات ممثلين عن الانقلابيين الحوثيين وأنصار المخلوع صالح. وقبل مغادرته مسقط ليل السبت، قال ولد الشيخ أحمد: انه لاحظ لدى محاوريه «الكثير من الجدية» معربا عن «تفاؤله حيال امكانية» التوصل الى وقف اطلاق نار جديد، كما اكد انه سيتوجه الى الكويت في وقت لاحق. كذلك، أبدى ولد الشيخ أحمد استعداده للانتقال الى مدينة عدن للقاء الرئيس هادي، الذي وصل اليها السبت آتيا من مقر اقامته في الرياض، في زيارة تستمر اياما عدة أيام. وافاد بأنه أجرى اتصالات«مكثفة» مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري، ناقلا عن الاخير اعتباره أن ثمة «فرصة تاريخية لا تعوض لتحقيق السلام في اليمن». وتأتي تصريحات ولد الشيخ أحمد بعد زهاء أسبوع من انتهاء هدنة 48 ساعة أعلنها التحالف، الا انها تعرضت لخروقات من الانقلابيين، وكانت هذه التهدئة هي السابعة منذ بدء عمليات التحالف العربي نهاية مارس 2015. ميدانيا، قتل 22 حوثيا في معارك استمرت يومين في منطقة ميدي وحرض بمحافظة حجة في شمال غرب البلاد حسبما افادت مصادر عسكرية. وفي مدينة تعز التي تحاصرها الميليشيات منذ اشهر، قتلت امرأتان برصاص قنص من ميليشيا الحوثي ليل السبت، استهدف احياء تسيطر عليها القوات الحكومية، بحسب ما افادت مصادر طبية وعسكرية. وفي تعز ايضا، اشارت المصادر نفسها الى مقتل أربعة حوثيين في معارك تواصلت حتى صباح أمس الأحد. من جهة أخرى، أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أن أزمة السيولة النقدية التي تواجهها حكومته، ستنتهي قريبًا، بعد أن وصل البنك المركزي في البلاد إلى حالة الإفلاس، بفعل استنزاف الانقلابيين مواردها. وأشار هادي - لدى ترؤسه أمس اجتماعًا لمجلس إدارة البنك المركزي في عدن - إلى «الضرورة التي تم بموجبها نقل البنك المركزي إلى عدن بعد ن استنزف الانقلابيين موارده لمصلحة مجهودهم الحربي على حساب حياة السكان وقوتهم اليومي وصولًا إلى مرحلة الافلاس وعدم القدرة على دفع مرتبات موظفي الدولة حتى في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم». وأوضح الرئيس اليمني - وفقا لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية - أن «تداعيات شحة الموارد التي تواجهها الحكومة ستنتهي قريبا» مفيداً بأن حكومته تعمل في الوقت الراهن على تجميع الموارد للإيفاء باستحقاقات السكان. وأضاف: «انطلاقا من مسؤولياتنا الوطنية والانسانية تجاه شعبنا نتحمل العبء من مخلفات تركة الانقلابيين وعبثهم من خلال تجميع الموارد والحفاظ عليها للايفاء باستحقاقات المواطن والموظف العام». رفضت السلطات المحلية والجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظة تعز تقرير منظمة «العفو الدولية»، الذي حمّل الجيش والمقاومة مسؤولية اغلاق المراكز الصحية في المحافظة، معتبرين التقرير كاذبا ومنحازا لصالح الانقلابيين. أدوات الحرب الناعمة على صعيد آخر، قال القيادي في المجلس العسكري بتعز امين الخليدي ل«اليوم»: «ان تقرير المنظمة يعد فضيحة من العيار الثقيل، ويكشف ان التقارير الدولية ليست سوى اداة حرب ناعمة مخترقة من جهات عديدة، مبينا أن وقوفها الى جانب الانقلابيين؛يمثل تجسيدا حقيقيا للاختراق السياسي لمنظمات بارزة وكبيرة وذات حضور دولي. وأوضح ان مستشفى الثورة ومعه 3 مستشفيات اخرى - تتلقى دعمها من مركز الملك سلمان- تقدم الرعاية الطبية لعناصر الجيش الوطني والمقاومة، الى جانب المدنيين، وتساءل كيف يمكن قبول اتهام كالذي ساقته منظمة العفو الدولية بأن يعتدي الجيش الوطني على اطباء يقدمون لهم العلاج!! وأبان الخليدي ان توجه التقرير كان واضحا وهو الاساءة للتحالف العربي بقيادة المملكة، كما هو دأب منظمة «العفو الدولية» فتناول التقرير اسم التحالف كطرف رئيس، محملا اياه مسؤولية ما يحصل للمستشفى لما يقدمه من دعم للشرعية الممثلة في الجيش الوطني والمقاومة بالسلاح. واعتبر القيادي بالمجلس العسكري أن هذه المنهجية المتبعة في العمل الحقوقي غريبة، وتؤسس لبورصة تقارير دولية تخدم جهات بعينها تقوم بتوظيفها ضد اطراف مع اغفال الجناة الحقيقيين، مبديا تعجبه من وصف المنظمة الجيش الوطني بالمعارض للحوثيين!! وقال: «هل هذا يعني ان الميليشيات الحوثية هي الممثل الشرعي لليمنيين؟، وان المعارضة هي الشرعية بأطرافها المتعددة. وأضاف الخليدي: اذا كانت مؤسسات الأممالمتحدة قد وقعت في هذا المحظور، وساندت الانقلابيين ضد الشرعية في اليمن وعبر جملة من التقارير والمواقف، فكيف الحال بغيرها من المؤسسات والمنظمات الاخرى. وعرى مكتب الصحة في محافظة تعز من ناحيته التقريرالأممي، بقوله: ما خرجت به «العفو» غير صحيح وعار عن الصحة، لمنظمة بعيدة عما يحصل في اليمن، خصوصا في تعز، ونفى مدير مكتب الصحة فارس العبسي اتهامات المنظمة للجيش الوطني والمقاومة بالاعتداء على الاطقم الطبية في مستشفى الثورة بالمحافظة.