في ظل الزخم الكبير للمناسبات والفعاليات الجماهيرية، والتنافس في استقطاب أكبر عدد ممكن من الحضور، ودفع مبالغ طائلة للوصول إلى أهداف محددة، تتربع المحاضرات والندوات الدينية داخل المساجد على العرش بشكل مستمر، بالرغم من أنها لا تستدعي دفع الكثير لإيصال إعلانها لشريحة كبيرة، فهي تقوم على حب العمل الخيري من قبل الناشرين والمعلنين، كذلك تعتمد على التواجد في المساجد نفسها، بالإضافة لطبيعة المجتمع السعودي في رغبته بالحضور للمحاضرات من هذا النوع. وفي هذا السياق قال إمام وخطيب جامع عباد الرحمن بالظهران، الدكتور صالح الضلعان ل»اليوم»: تفاعل الناس مع المشاهير من المشايخ كبير وملاحظ، كما كان مؤخراً في محاضرة د. محمد العريفي بالمنطقة الشرقية، وذلك يعود إلى عنوان المحاضرة، وحاجة الناس في هذا الوقت لمثل هذه المحاضرات، مما له الأثر الكبير على الفرد والمجتمع. وعن طريقة التنظيم التي بدأ عدد من المشايخ اعتمادها، شكر الضلعان لهم تلك المبادرات في تنظيم المحاضرات والدروس العلمية، مقترحاً أن تواكب هذه المحاضرات عصر التقنية، منوهاً الى أنه لا يخفى على أحد أهمية وسائل التواصل بين المجتمع، والتي لها الدور الكبير في مواكبة العصر، مؤكداً على أهمية أن تقوم هذه المؤسسات بتقوية جانب وسائل التقنية وتفعيل البرامج الحديثة وتجهيزها للدعاة ونشرها، للوصول إلى الغاية والهدف المنشود، وهو استفادة أكثر وأكبر شريحة في هذا المجتمع. من جانبه قال الداعية سعيد القحطاني: من فضل الله علينا في هذا البلد المبارك التيسير على الدعاة والمشايخ في إلقاء المحاضرات الدينية النافعة، وهذا يسر وصول الناس للفائدة من أهل العلم ويسر للعلماء والدعاة توجيه الناس، وبحمد الله أن أهل العلم يحظون بمكانة وتقدير في قلوب كثير من الناس وهذا من أكبر أسباب حرص الناس على هذه اللقاءات والمحاضرات، مشيراً الى أن السبب الثاني يعود الى رغبة الناس في الخير لأنهم يدركون ثمرة مجالس الذكر على أنفسهم وأهاليهم والمجتمع، والسبب الثالث ثقة الناس بالعلماء والدعاة حيث سمعوا وقرأوا لهم وتبينت للناس مواقفهم الصادقة وحب نشر الخير لهم. وأشار القحطاني الى أن المحاضرات في هذا الوقت تحتاج إلى اختيار المضمون الذي يحتاجه الناس، والوقت المناسب، وصياغة العنوان بطريقة جذابة، ويضاف لذلك طريقة عرض المحتوى بوسائل منوعة حديثة وحوافز مشوقة ونحو ذلك.