يروى أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه حُذّر من القتل، فقال: أبالموت تخوفونني؟! فو الله ما أبالي أسقطت على الموت أم سقط علي! وإني أوجه كلام أبي الحسن رضي الله عنه وأرضاه إلى القتلة المجرمين، أذناب العدو الذين يظنون أنهم بغدرهم وأفعالهم الدنيئة سيجعلوننا نتخلى عن مكتسباتنا ونتراجع عما أكرمنا الله به، انسياقا وراء أطماع أعداء الله، وأعداء الدين، وأعداء الوطن، كما انساقوا هم للعدو يقودهم حيث شاء، بلا عقل ولا مروءة بل وحتى ولا كرامة! فمن يرض أن يكون أداة بيد العدو يستخدمه في تدمير وطنه، فسيفعل به سيده ما فعله نابليون بالنمساوي الخائن الذي مكّن الجيش الفرنسي من احتلال بلاده! ألقى له نابليون بصرّة المال على الأرض التي كانت جزاء خيانته، فقال الخائن: سيدي! يشرفني ان أصافح قائدا عظيما مثلك! فرد عليه نابليون: أما أنا فلا يشرفني ان أصافح خائنا لوطنه مثلك، وانصرف الجاسوس فبصق عليه نابليون من وراء ظهره، وقال لقادته الذين سألوه عن سبب هذا التعامل: مثل الخائن لوطنه كمثل السارق من مال ابيه ليطعم اللصوص فلا أبوه يسامحه ولا اللصوص تشكره، لهذا أبصق عليه! وإن من قتلوا البطل عادل خردلي غدرا تحت جنح الظلام، لأنه يحمي منشآت بلاده التي بلغ خيرها القريب والبعيد، وقتلوا إخوانه من قبله تقبلهم المولى في الشهداء، هم من جنس عميل نابليون، يستحقون ما استحقه وأكثر! وقد قال صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية «ولن يهدأ لنا بال، طال الوقت أم قصر، إلا أن يجلبوا للعدالة، وأن تقال فيهم كلمة الحق بما يستحقونه، بما جنته أيديهم، كل من تعاطف أو أيد أو لم يستنكر أو سكت عن مثل هذه الجريمة فهو شريك فيها، كل من لم يشجب هذه الجريمة فهو شريك فيها، كل من لم يتكلم بصوت عال في هذا الأمر فهو شريك فيه، ولن نقبل بأي حال من الأحوال، كائنا من كان، أن يتستر أو يبرر بأي شكل من الأشكال لهذا الأمر». ويجب أن يدرك كل خائن أن هذا هو رأي كل مواطن سعودي حر أبي! فلا تعاطف مع الخونة ومستقبلهم كما هو واقعهم -مقارفين ومناصرين ومخططين ومتسترين- مظلم، وهم خاسرون دنيا وأخرى بحول الله!