كثفت القوات المسلحة العراقية قتالها لتنظيم داعش الأربعاء، في حي الزهراء شرق الموصل، يأتي هذا بالتزامن مع اقتحام قوات جهاز مكافحة الاٍرهاب العراقية، حي عدن في الجانب الشرقي من المدينة. في وقت لا تزال التخوفات تتضاعف من انتهاكات انسانية وعرقية، تحملها مشاركة الميليشيات الطائفية التي تدعمها إيران بالمعركة، وعضدته ميليشيات الحشد بقولها «إنها على وشك اقتحام قاعدة تلعفر الجوية»، بينما كشفت فيه ميليشيا النجباء الطائفية عن نيتها دخول سوريا ومحاربة الإرهاب، على حد زعمها. وبين متحدث بأسم الميليشيا الطائفية، أن مشاركتهم في المحور الغربي للموصل أساسية وفعالة، فيما اعتبر أن من غير المنطقي محاربة «الإرهاب» في العراق وتركه في سوريا لإعادة ترتيب صفوفه. مما يشي بإصرار الميليشيات المدعومة من نظام طهران في المضي قدما بفرض مشاركتها والعمل على اقصاء العنصر السني في اطار التغيير الديمغرافي الذي تسعى له إيران وميليشياتها وحليفها الأسد. من جهة أخرى، كشف قائم مقام قضاء الحضر غرب الموصل، علي الأحمدي، عن عزل أكثر من 5 آلاف مدني، موضحاً أنهم باتوا محاصرين في قضاء الحضر ومناطق ناحية تل عبطة التابعة للقضاء نفسه، من طوقين الأول من داعش والثاني من ميليشيات الحشد الشعبي، من دون اقتحام تلك المناطق وإجلاء السكان. وفقا ل«العربية». كما أشار الأحمدي إلى شح كبير في المواد الغذائية، وكل سبل العيش من ماء صالح للشرب وخدمات صحية، وذلك منذ أكثر من شهر. كما ناشد القائم مقام كل الجهات المعنية لإنقاذ سكان قضاء الحضر وناحية تل عبطة، بعد أن تواردت معلومات عن تسجيل أمراض وبائية بين الأطفال كالطفح الجلدي وحالات تسمم، بسبب عدم صلاحية مياه الآبار الارتوازية هناك، وهو المصدر الوحيد للماء. أثناء ذلك، شوهدت سُحُب ضخمة من الدخان تتصاعد فوق حي الزهراء عقب قتال عنيف وضربات استهدفت مخابئ الإرهابيين. فيما يزيد اقتحام حي عدن مكاسب القوات العراقية في الجهة الشرقية من الموصل، في خضم الحملة العسكرية الكبيرة التي بدأت 17 أكتوبر الماضي سعيا لتحرير المدينة من تنظيم «داعش». ودخلت العملية أسبوعها الرابع يوم الاثنين، وهي أكثر العمليات تعقيدا في العراق منذ عشر سنوات وزاد من تعقيدها أن أكثر من مليون مدني ما زالوا تحت سيطرة التنظيم في المدينة.