من خلال التدخل الإيراني السافر في اليمن، فإن أي مراقب سياسي سوف يكتشف - دون عناء أو جهد- أن حكام طهران يحاولون تنفيذ مشروعهم العدواني الصفوي من خلال دعم الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح؛ للوصول إلى مرحلة تقسيم اليمن، وهي مرحلة رغم ميول حكام طهران إلى سهولة تحقيقها إلا أنها لا تبدو كذلك، وفقا لدعم أبناء الشعب اليمني للشرعية اليمنية واصرارهم على عودتها. ما يدور على الساحة اليمنية من خلال تحركات الانقلابيين، هو أن إيران تحاول تمرير مخططها الرهيب بتشكيل قوة عسكرية في اليمن من الانقلابيين، شبيهة بحزب الله اللبناني الإرهابي، ليتحول إلى ذراع لحكام طهران في اليمن، لإملاء سياستهم التوسعية في اليمن والحيلولة دون عودة الشرعية إليه، وذلك باطالة أمد الحرب ومد الانقلابيين بكل المساعدات العسكرية اللازمة والأموال للقفز على الشرعية وللقفز على القرارات الأممية ذات الصلة. دعم المقاتلين من المرتزقة لإنشاء القوة العسكرية الموالية لطهران بدأ يتضح بصورة جلية؛ ليصب في قنوات الأعمال العدوانية لإرادة اليمنيين؛ من أجل تقسيم دولتهم وإفشال كل المساعي الحميدة لإعادة الأمن والاستقرار إلى أراضي اليمن من خلال عودة الشرعية إليه، فالدعم في حد ذاته يفسر الخطوات الإيرانية التي لم تعد مشبوهة لتقسيم اليمن وتمزيقه والقفز على إرادة شعبه. تحويل اليمن إلى ميليشيات حوثية طائفية هو ما تسعى إليه طهران؛ لتغدو الذراع العسكرية للحرس الثوري الإيراني في اليمن، وهو تحويل يتضح من خلال الدعم المستمر بالذخائر والأموال ومحاولة استقطاب القبائل اليمنية؛ من أجل الوصول الى المرحلة التي يسعى الإيرانيون الوصول إليها وهي تقسيم اليمن ليغدو في قبضة الانقلابيين الذين يأتمرون بإملاءات الحرس الثوري الإيراني ومخططه العدواني. المخطط الإرهابي الإيراني يستهدف تقسيم اليمن بعد فشل الحوثيين في استقطاب مكون الشمال عقائديا ومحاولة تحويله إلى منظمتهم الطائفية بنسختها الإيرانية المنحرفة، وهو أمر انعكس على كل الإجراءات الإرهابية التي يمارسها الحوثيون من خلال اعتداءاتهم على أهالي محافظة تعز وغيرها من المحافظات، حيث يمارسون أبشع الجرائم ضد السكان ومنها سياسة التهجير التي يرون فيها واحدة من الحلول الرامية الى اثبات وجودهم وتسهيل تمرير ذلك المخطط الرهيب. المنهجية الإيرانية كما هو مشاهد على أرض الواقع اليمني تتمحور بمختلف أشكالها ومسمياتها وأهدافها الشريرة في محاولة بناء ذراع عسكرية موالية لها في اليمن شبيهة تماما بالذراع التي أنشأها حكام طهران في العراق، وتلك منهجية لا غرض منها منذ بداية تحركها إلا الوصول إلى الغاية المشؤومة بتقسيم اليمن والاجهاز على إرادة شعبه الحرة ومصادرة حرية أبنائه والتلاعب بمصيرهم. غير أن تلك المنهجية التي تستهدف إنشاء ذراع لحكام طهران في اليمن بمساعدة الانقلابيين لن يكتب لها النجاح في نهاية المطاف، بفضل الإرادة اليمنية الرافضة للتحركات الإيرانية، والتي ما زالت تؤيد الشرعية وتؤيد عودتها لتصريف الأمور في اليمن وانقاذه من تسلط الميليشيات الحوثية المدعومة من حكام طهران والتي من شأنها تخريب اليمن وتدميره والمساعدة على تقسيمه وتمزيق إرادة شعبه. ويخطئ حكام طهران في تقدير حساباتهم إن ظنوا أن مشروع تقسيم اليمن قد يكتب له النجاح، فهو مشروع فاشل بكل تفاصيله وجزئياته، بفعل ما يمارسه التحاف العربي من إنجازات عسكرية مظفرة على الساحة.