في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الواحدة والسبعين المنعقدة في نيويورك شرح الرئيس اليمني الأبعاد الرهيبة للتدخل الايراني السافر في اليمن، وهو تدخل ينطوي على مخطط رهيب لتدمير أوصال الجسد اليمني، وهذا ما تفعله ايران منذ حركة الانقلابيين حيث تزامن تدخلها في الشأن اليمني مع تلك الحركة لدعمها وتخريب اليمن كما هو الحال عن طريق مد الانقلابيين بالمال والسلاح والمرتزقة لاطالة أمد النزاع القائم في اليمن. وعلى نهج الاملاءات الايرانية فإن الانقلابيين عرقلوا ومازالوا يعرقلون كافة الجهود للوصول الى تسوية سياسية للأزمة القائمة، وتلك جهود شاركت فيها المملكة وبقية دول مجلس التعاون الخليجي وشاركت فيها الدول العربية والاسلامية، وشارك فيها المجتمع الدولي من خلال القرارات الأممية الملزمة، غير أن الانقلابيين مازالوا عند تعنتهم ورفضهم لكل الحلول السلمية المؤدية الى حلحلة الأزمة. ويبدو واضحا للعيان أن دعم ايران للانقلابيين أدى بالفعل الى مضيهم في محاصرة المدن اليمنية وتوجيه الصواريخ البالستية لمنازل العزل من أبناء اليمن، وتوجيهها كذلك الى الحد الجنوبي بالمملكة، ومازالت الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع تعيث فسادا وخرابا في اليمن بتأييد ومعاضدة من حكام ايران الذين يريدون بتدخلهم السافر في الشأن اليمني اطالة أمد الحرب وعدم التوصل الى حلول سلمية لانهاء الأزمة القائمة. والدعم الايراني السافر للانقلابيين فتح شهية التنظيمات الارهابية للتدخل في اليمن، فأضحت الأرض اليمنية مسرحا واسعا للأعمال الارهابية المدعومة من ايران والمدعومة من الميليشيات الحوثية وقوات صالح، فالانقلابيون أدخلوا اليمن في حرب عبثية لا هدف لها الا تدمير نسيج البلاد الاجتماعي، والعبث باستقرار اليمن واستقلاله وحرية أبنائه وكرامتهم، ومحاولة تدمير وحدة اليمن الوطنية. وقد أدان المجتمع الدولي وكافة الشعوب المحبة للعدل والحرية والأمن سياسة ايران العدوانية في اليمن، فهي سياسة موغلة في الخطأ لدعمها المطلق للميليشيات الحوثية وقوات المخلوع التي تحاول القفز على الشرعية اليمنية وتهميش مسلماتها ومعطياتها، والانقلابيون يعلمون يقينا أن تلك الشرعية جاءت بمباركة وتأييد من كافة أبناء اليمن، فهي شرعية اختارها اليمنيون وارتضوا بها لإدارة البلاد. غير أن الانقلابيين يريدون إجهاض تلك المباركة، فهمهم الوحيد هو الوصول الى السلطة وتهميش الشرعية اليمنية، وإزاء ذلك تحرك أبناء اليمن لمعاضدة الجيش الوطني والقوات الشعبية ومعاضدة قوات التحالف التي دخلت اليمن بطلب من الشرعية للمساعدة في تخليص اليمن من سيطرة الانقلابيين ومحاولة هيمنتهم على المدن اليمنية، وتفويت أي فرصة لتحقيق أهداف من يحشرون أنوفهم في الشأن اليمني. ورغم تلك التدخلات السافرة في الشأن اليمني، ورغم السماح لتنظيمات ارهابية عديدة بمواصلة أعمالها الارهابية داخل اليمن السعيد، فإن الجيش الوطني والقوات الشعبية وقوات التحالف تحقق المزيد من الانتصارات على الأرض بما يؤكد أن تلك التدخلات في الشأن اليمني مصيرها الى الفشل الذريع لأنها متناقضة تماما مع إرادة أبناء الشعب اليمني الذين ارتضوا الشرعية اليمنية وانتخبوها. مصير تلك التدخلات السافرة سوف يكتب على يد أبطال اليمن من الجيش النظامي والقوات الشعبية وقوات التحالف، فالانتصارات المتلاحقة للشرعية تؤكد هزيمة الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع، وتؤكد انتصار الحق على الباطل، وتؤكد أن الشعب اليمني الحر سوف يكتب مصيره بنفسه، وسوف تدحر إرادة اليمن القوية تلك التدخلات السافرة في شأنه، فنسيج اليمن واحد وإرادته واحدة ومصيره واحد. سوف تنعكس التدخلات الايرانية السافرة في الشأن اليمني على إضعاف سياسة حكام طهران الذين مافتئوا يحشرون أنوفهم في الشؤون العربية ومن ضمنها التدخل في شأن اليمن، وسوف تمنى سياستهم تلك بالفشل والخزي والعار، فدول العالم قاطبة مازالت تشجب وتستنكر تلك السياسة الحمقاء القائمة على دعم الارهاب والعمل على نشره ليس داخل المنطقة العربية فحسب، بل داخل كثير من أمصار وأقطار دول العالم في الشرق والغرب.