ينتظر محبو الشعر قصائد الشعراء الكبار بشغف، كيف والأمر يتعلق بالشاعر الأمير خالد الفيصل «دايم السيف» أحد أهم الأسماء في تاريخ القصيدة النبطية والذي كتب أروع القصائد، وأثرى الساحة الشعرية سنوات طويلة حتى أضحى مدرسة شعرية في الشعر والأدب والأخلاق والفروسية بكافة معانيها، وردد قصائده الكبير والصغير قبل أن يفاجئ الجميع بإعلانه اعتزال الشعر مطلع العام الميلادي الحالي وينشر قصيدته «اعتزال الشعر»، التي لاقت ردود أفعال كبيرة نظير المكانة الكبيرة التي يتمتع بها سموه، قبل أن يعود مؤخرا وبمناسبة اليوم الوطني للمملكة ليقدم عملا شعريا رائعا أهداه للوطن ونال إعجاب الجميع. وفي قصيدته الأخيرة التي كتبها سمو الأمير خالد الفيصل مطلع هذا الأسبوع ردا على قصيدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والتي وجهها لسموه، ويقول مطلعها: عندي دواووينْ شعركْ دومْ قدَّامي وأنا المودْ الذي لك بَيَّحْ أسرارهْ وإذا أدوِّرْ جديدك ضَجَّتْ أقلامي وينْ الذي يسحَرْ أهلْ الشِّعرْ بأوتارهْ يا دايمْ السيفْ أنغامكْ مَعْ أنغامي مثلْ البَحَرْ ما يوقِّفْ موجْ تيَّارَه لم يتأخر الأمير خالد الفيصل في الرد حين كتب قصيدة «ننشرها اليوم» ردا على قصيدة سمو الشيخ محمد بن راشد، ويقول مطلعها: يا فارس الشعر والرؤيه والاقدامِ يا مطورٍ بالفكِرْ والمعرفة داره أرسلت شعرك على صهوات الِاعلامِ وردّد صداها الجبل والبرْ وبْحاره أضفى وجودَك على ساحْ الشّعر هامِ واحييت سوقه وميدانه وسمّاره حيث لم يشأ «دايم السيف» أن يبدأ قصيدته دون أن يشير في البداية إلى الإنجازات الكبيرة التي حققها سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في بلاده، والتطور الكبير والتنمية الضخمة التي تعيشها دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام ومدينة دبي بشكل خاص، حيث ضمن هذا في مقدمة القصيدة دون أن يؤثر على فكرة القصيدة وهو فن شعري لا يتقنه إلا شاعر كبير متمرس ك«دايم السيف»، قبل أن يختم مقدمته بالإشارة إلى المكانة الكبيرة التي يمتلكها الشيخ محمد بن راشد في ساحة الشعر وكيف أن وجوده في ساحة الشعر ساهم في تطورها من خلال ما يقدمه من روائع شعرية فريدة واهتمام كبير بالشعر والشعراء بشكل عام. وفي قصيدته يتذكر الأمير خالد الفيصل أيام الشباب حين كان يكتب أجمل الروائع الشعرية و«الرديات» التي جمعته قبل سنوات طويلة مع سمو الشيخ محمد بن راشد بشيء من الحنين إلى الماضي الجميل الذي لا يمكن نسيانه، قبل أن يعرج إلى المرحلة الحالية حيث يشرح أسباب ابتعاده عن الشعر، بعد أن غاص في بحوره سنوات طويلة واقتنص لآلئه الجميلة وأعطاه من وقته الكثير. ولكن ومع واقع اليوم والمسؤوليات الكبيرة التي يتقلدها سمو الأمير خالد الفيصل وبحرفية شعرية عالية يؤكد «دايم السيف» أنه لم يعد له الرغبة في تحقيق أحلام شخصية بل كل ما يهمه الآن هو خدمة الوطن والدفاع عنه ضد كل من يحاول المساس به، وأنه على أهبة الاستعداد للذود عن أطهر تراب، قبل أن يوجه رسالة مباشرة إلى كل طامع في هذه البلاد أن خليجنا العربي خط أحمر ولن يُسمح لأصحاب المطامع بالمساس به أو الاقتراب منه، ومنوها إلى المكانة الكبيرة التي يتمتع بها حكام خليجنا العربي والحكمة والحنكة التي يقودون بها بلدانهم وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حاكم الإمارات. وهي بالفعل أفضل خاتمة لهذه القصيدة التي تعتبر انموذجا لكيفية تسلسل القصيدة من البداية إلى النهاية والذي كان لافتا واستطاع «دايم السيف» كما هي عادته إبهار جمهور الشعر بهذه الرائعة التي لن تمر مرور الكرام، وسيتذكرها ويرددها جمهور الشعر كثيرًا.